شهدت محافظة الحسكة حادثة مأساوية، حيث تعرضت سيدة سورية من قرية ديرونا اغا في بلدة القحطانية لحادث دهس على يد القوات الروسية الداعمة لنظام الأسد. بحسب شهود عيان، تم نقل السيدة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
جاء الحادث بعدما رفض متضاهرون مرور دورية عسكرية تابعة للقوات الروسية، على أثرها، قام أهالي القرية الرافضة للوجود الروسي برشق المدرعات العسكرية بالحجارة.
بطريقة غير إحترافية، أطلقت القوات الروسية الرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين من أجل تفريقهم. و بحسب المعلومات، تمكن أهالي القرية من إيقاف الدورية و إجبارها على التراجع. في حين، إن الدورية كانت المفترض أن تتجول في معبدة و الجوادية و القحطانية. علما، أن القوات الروسية تقوما بتسيير دوريات عسكرية في ريف القامشلي تحت حجة محاربة الإرهاب.
التدخل الروسي في سوريا.. اسباب و أكاذيب
تدخلت روسيا عسكريا لدعم النظام السوري في سبتمر/ أيلول 2015 لوقف انتصارات الثورة السورية العسكرية المتتالية التي هددت وجود نظام الأسد. تعزو موسكو أن سبب وجود قواتها في سوريا هو لمحاربة الإرهاب، إلا أن المعطيات على الأرض تشير عكس ذلك، حيث قامت القوات الروسية بمحاصرت المدن و البلدات لإجبار الثوار السوريين على قبول تسوية سياسية وفق شروط نظام الأسد. لم يقتصر دعم الكرملين على الأرض فحسب، حيث استعملت حق الفيتو في مجلس الأمن بعد قيام النظام بأستخدام الأسلحة الكيماوية في عدة مناسبات. الجدير بالذكر، إن شهر سبتمر/ أيلول يصادف ذكرى القرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي يقضي بنزع السلاح الكيماوي السوري.
البعد الجيوسياسي الروسي
يشير المختصون في التحليل الجيوسياسي على إن منطقة الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط هو ركن رئيسي لضمان أمن القومي الروسي. و هذا يعني أن قاعدتي طرطوس البحرية و حميم الجوية على الساحل السوري من أهم الأماكن لروسيا لتطبيق خططها السياسية و العسكرية. لذلك، يرتبط وجود روسيا في الشرق الأوسط بوجود نظام الأسد، وهذا يفسر سبب وقوفها إلى جانب النظام ضد الثورة السورية.