القصف على القرية الواقعة في محافظة البيضاء أدى إلى تضرر واحتراق أكثر من 8 منازل، إضافة الى تضرر آبار مياه الشرب ومزارع المواطنين
كشفت منظمة حقوقية عن مقتل وإصابة 17 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في قصف شنته ميليشيا الحوثي على قرية خبزة، إحدى قرى مديريات القريشية في بلاد قيفة برداع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقالت “منظمة سام للحقوق والحريات”، في بيان لها الأربعاء، إن جماعة الحوثي بدأت منذ الثلاثاء 19 يوليو هجوماً ما زال مستمراً، تم خلاله قصف قرية خبزة بمختلف الأسلحة الثقيلة، وخاصةً منازل وممتلكات المدنيين.
وأضافت أن القصف الحوثي على القرية تسبب بمقتل 10 مدنيين بينهم طفلتان وامرأة وإصابة ما لا يقل عن 7 آخرين فيما لا يزال عدد من الأهالي مفقودين لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وأوضحت أن القصف أدى إلى تضرر واحتراق أكثر من 8 منازل، إضافة الى تضرر آبار مياه الشرب ومزارع خاصة بالمواطنين.
وقالت المنظمة إن جماعة الحوثي تمارس انتهاكات جسيمة للقانون الدولي في حصارها المفروض على قرية خبزة والتي يقطنها حوالي 1800 نسمة.
وأشارت إلى أن جماعة الحوثي لا تسمح للسكان بالتنقل وتفرض العديد من القيود على حركة الأفراد والمواطنين. وطالبت برفع الحصار على القرية فوراً ومحاسبة الأشخاص المتسببين بالهجوم على المدنيين.
وأشارت المنظمة إلى أن بداية الحصار على القرية كان بتاريخ 12 يوليو بعد أن ادّعت جماعة الحوثي تعرض نقطة تفتيش تابعة لها لهجوم مسلح أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر على الرغم من أن النقطة تبعد عن القرية أكثر من 5 كيلومترات. وقد نفى أهالي القرية هذه الرواية.
ولفتت “سام” إلى أن جماعة الحوثي فرضت حصاراً خانقاً على القرية من كل الاتجاهات، ومنعت دخول الدواء والغذاء، كما منع الأهالي من الخروج لمزاولة أعمالهم.
وأكد البيان أن الحصار الحوثي تسبب بوفاة الطفلة تدعى آية صالح محمد وتبلغ من العمر 13 عاماً، بعد منع مسلحو الحوثي الأهالي من إسعافها إلى أحد مستشفيات مدينة رداع جراء إصابتها بسقوط حجر على رأسها، حيث ظلت الطفلة تنزف وهي في إحدى نقاط الحوثيين التي منعت مرور السيارة حتى فارقت الحياة.
وبينت المنظمة أن “هذه ليس الانتهاكات الأولى التي تتعرض لها القرية”، حيث أكدت أنه تم تسجيل نحو 800 انتهاك منذ اجتياح جماعة الحوثي للقرية في 14 نوفمبر 2014، تنوعت بين أعمال قتل وإعدامات واختطاف، وتفجير منازل وقصف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة للمنازل والمزارع ونهب ممتلكات وإحراق منازل وتشريد السكان ونزوح للأهالي واستهداف لأماكن النزوح، وقصف للمدارس والمراكز الصحية وإحراق وتدمير لآبار مياه الشرب وقتل للأغنام والأبقار والمواشي وتعطيل لمصالح الأهالي.
وقالت منظمة “سام” إن جماعة الحوثي حوّلت قرية خبزة إلى قرية أشباح جراء الدمار والخراب، حيث قتلت نحو 43 مدنياً بين شيخ وشاب وامرأة وطفل، بينما تسببت بإصابة نحو 86 آخرين.
وأكدت أن ميليشيا الحوثي هجّرت أكثر من 257 أسرة من القرية وتم تسوية 16 منزلاً بالأرض بشكل كامل ودُمر30 منزلاً بشكل جزئي وتضرر نحو 50 منزلا بأضرار متفاوتة، إلى جانب تضرر مدرسة ووحدة صحية كانت عبارة عن منزل لأحد المواطنين تم إفراغه لاستقبال الجرحى المدنيين بالإضافة إلى مسجدين أحدهما دمر بالكامل والثاني تضرر. كما تعرضت بقية المنازل لأضرار متفاوتة ونُهبت جميع المنازل دون استثناء، مشيرةً إلى أنه تم رصد قيام جماعة الحوثي بنهب نحو 8 محال تجارية وحرق 4 آبار مياه وتحطيم 3 سيارات بسبب القصف ونهب 7 سيارات أخرى بعد سيطرة الحوثيين على القرية.
وذكرت المنظمة أن جماعة الحوثي مارست إعدامات ميدانية بحق أبناء قرية خبزة، كما سجّلت 28 حالة اختطاف لأشخاص تم اختطافهم من نقاط التفتيش في مناطق قيفة ومناطق رداع أو أثناء تواجدهم في المستشفيات.
وقد أطلق أهالي القرية نداء استغاثة للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بضرورة الضغط على جماعة الحوثي لفك الحصار عنها الذي يوشك على كارثة إنسانية بحق المئات من الأُسر. ويقول الأهالي بأن جماعة الحوثي تسعى إلى الانتقام من أهالي القرية على مواقفهم السابقة الرافضة لها، وفق بيان المنظمة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي للضغط على جماعة الحوثي من أجل ضمان تحقيق المطالب الحقوقية برفع الحصار عن القرية والسماح للسكان بممارسة حياتهم الطبيعية والعمل على توفير الدعم الكافي والعاجل لتسريع تلك الجهود، وتحقيق سياسة الردع الدولية من خلال المساءلة الجنائية الدولية التي ستضمن وقف ارتكاب أي انتهاكات مستقبلية على يد تلك الجماعات المسلحة.
في السياق نفسه، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن قيام ميليشيا الحوثي بفرض حصار جائر على قرية خبزة وقصفها العشوائي لمنازل المواطنين بقذائف الدبابات والمدفعية” جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وقال الإرياني في تغريدات على صفحته على موقع “تويتر” إن “ارتكاب ميليشيا الحوثي هذه الجريمة النكراء في ظل سريان الهدنة، يؤكد عدم اكتراثها بدعوات وجهود التهدئة وإحلال السلام وتخفيف المعاناة عن كاهل اليمنيين”.
وأضاف أن “ميليشيا الحوثي الإرهابية تستغل الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة للتحشيد والتفرغ لقمع وتركيع القبائل التي لا تدين لها بالولاء”.
وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة هذا الهجوم الوحشي، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي لإنهائه، وملاحقة المسؤولين عنه في المحاكم الدولية، ورفع الحصار فوراً عن قرية خبزة وفتح ممر آمن للمواطنين والسماح بإسعاف المصابين.