مصدر الصورة، Reuters
قال الجيش الأوكراني إنه بصدد إجلاء جنوده من مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، بعد أشهر من القصف. ويعني ذلك سيطرة روسيا بالكامل على المدينة، بعدما كان المصنع آخر معقل للمقاومة الأوكرانية.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن 265 جنديا أوكرانياً، بينهم عشرات الجرحى، استسلموا، وقالت الوزارة “على مدى الساعات الـ24 الماضية، ألقى 265 مسلحاً أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 ممن أصيبوا بجروح بالغة”، مضيفة أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية طبية نقلوا إلى مستشفى في بلدة نوفوازوفسك.
وقالت الوزارة “على مدى الساعات الـ24 الماضية، ألقى 265 مسلحا أسلحتهم واستسلموا، بينهم 51 ممن أصيبوا بجروح بالغة”. وأوضحت أن “كل الذين يحتاجون إلى عناية طبية نقلوا إلى مستشفى نوفوازوفسك” في مناطق سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
ورفض المتحدث باسم الكرملين ردا على أسئلة خلال إحاطة عبر الهاتف مع صحافيين، أن يوضح ما إذا كان الجنود الأوكرانيون يعتبرون أسرى حرب أو مجرمي حرب، في وقت تتهم موسكو العديد من العسكريين الأوكرانيين وخصوصاً عناصر كتيبة آزوف التي قاتلت في ماريوبول، بالانتماء إلى “عصابات مسلحة من النازيين الجدد”.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان: “كتيبة ماريوبول أنجزت مهمتها القتالية”. وأضافت: “القيادة العسكرية العليا أمرت قادة الوحدات المتمركزة في آزوفستال بإنقاذ أرواح الأفراد… المدافعون عن ماريوبول هم أبطال عصرنا”.
يعتقد أن نحو 600 جندياً كانوا في المصنع. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه صباح الثلاثاء: “نأمل أن نتمكن من إنقاذ أرواح رجالنا”. وأضاف: “يوجد بينهم جرحى إصابتهم شديدة، إنهم يتلقون الرعاية. أوكرانيا بحاجة إلى أبطال أوكرانيين أحياء”.
ويتحصن المئات من الجنود الأوكرانيين – فوج آزوف والحرس الوطني والشرطة ووحدات الدفاع الإقليمي – إضافة إلى عدد من المدنيين في الموقع منذ أن طوقت القوات الروسية المدينة الجنوبية في أوائل مارس/ آذار. وصُمم المجمع المترامي الأطراف، وهو عبارة عن متاهة من الأنفاق تبلغ مساحته أربعة أميال مربعة، للنجاة من حرب نووية.
وقالت روسيا في وقت سابق إنه تم التوصل إلى اتفاق لإجلاء الجنود المصابين. وتم إجلاء أكثر من 260 مقاتل الإثنين عبر ممرات إنسانية إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الروسية وقوات انفصالية موالية لموسكو، على ما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مضيفة أن “إجراءات تبادل” ستتم لاحقاً.
ويشارك الجيش الأوكراني والاستخبارات وفرق التفاوض، وكذلك الصليب الأحمر والأمم المتحدة، في عملية الإجلاء.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء أن نحو 12 حافلة تقل مقاتلين أوكرانيين، كانوا مختبئين تحت المصنع المحاصر، شوهدت وهي تغادر الموقع الصناعي الضخم في المدينة الساحلية الجنوبية مساء الاثنين.
كما نشرت وسائل الإعلام الروسية الرسمية لقطات لما وصفته بجنود أوكرانيين مصابين أثناء إجلائهم من آزوفستال.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية أن “القوات المسلحة الأوكرانية تتصدى لهجمات مستمرة في تلك المناطق حيث لا تزال روسيا تحاول التقدم”.
وأضاف “لا تزال سيفيرودونيتسك ومدن أخرى في دونباس، الأهداف الرئيسية للمحتلين”.
وإذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على سيفيرودونيتسك، المدينة الواقعة بأقصى الشرق والخاضعة لأوكرانيا، فسيمنح ذلك الكرملين سيطرة فعلية على لوغانسك، إحدى منطقتين انفصاليتين إلى جانب دونيتسك تشكلان إقليم دونباس.
قال حاكم لوغانسك سيرغي غايدا إن القوات الروسية تقصف المدينة “دون توقف”، وأعلن في ساعة مبكرة الثلاثاء أن اثنين من مباني المستشفى العام في المدينة أصيبا في قصف ليلا.
وتحدث أولكسندر دانيليوك، رئيس الأمن القومي الأوكراني السابق ووزير المالية، والذي يعمل حالياً كضابط في الجيش الأوكراني، إلى برنامج “توداي” على راديو 4 لبي بي سي، عن الوضع في مصنع آزوفستال للصلب.
ولم يكشف بالضبط عن عدد الأشخاص الذين ظلوا داخل المصنع، لكنه قال إنه لا يزال هناك الكثير منهم، وبعضهم يعانون إصابات.
وقال: “هذا يبعث على الارتياح، لكنها ليست النهاية”، مضيفاً أن مهمتهم الرئيسية اكتملت وتحتاج حياتهم إلى إنقاذ”.
ويسمح الاستيلاء على المدينة لروسيا بعمل جسر يصل بين منطقة القرم، التي ضمتها موسكو، ومنطقة دونباس، التي يقودها الانفصاليون الموالون لها.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث على موقع فيسبوك إن الموقف الأخير في آزوفستال في ماريوبول أعطى أوكرانيا “فرصة لإعداد وإنشاء الحدود الدفاعية التي لا تزال قواتنا موجودة بها حتى اليوم وإعطاء نقطة مواجهة مناسبة”.
وأضافت: “حصلنا على الوقت الذي نحتاجه بشدة لبناء الاحتياطيات، وإعادة تجميع القوات، والحصول على مساعدات من الشركاء”.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، في وقت سابق، إن 53 جندياً، أصيبوا بجروح بالغة، نُقلوا إلى بلدة نوفوازوفسك التي يسيطر عليها المتمردون المدعومون من روسيا.
في غضون ذلك أكدت كتيبة آزوف، وهي وحدة عسكرية من الحرس الوطني كانت تربطها صلات قوية باليمين المتطرف، أن مقاتليها وافقوا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي على إلقاء أسلحتهم.
وقال قائد المجموعة دينيس بروكوبينكو، إن أولويته هي إنقاذ “أكبر عدد ممكن من أرواح الأفراد”.