• السبت. نوفمبر 23rd, 2024

في 11 سبتمبر… القاعدة إلى حافة الزوال

سبتمبر 17, 2024 #11_سبتمبر, #القاعدة
3
2
هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي

تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة والعشرون للجريمة المروعة في 11 سبتمبر / أيلول التي نفذها تنظيم القاعدة والتي أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف شخصا من المدنيين العزل. أعلن تنظيم القاعدة تبنيه الهجوم الإجرامي بهدف دعم مشروع التنظيم المتمثل في “الجهاد العالمي المسلح” القائم على ضرب مصالح الغرب وأتباعهم في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. هل حققت القاعدة هدفها؟ أم أنها في طريقها إلى الضعف و الزوال؟ ماهو تأثير مقتل قادة القاعدة على التنظيم؟ ماهو تأثير الانشقاقات على وجودها؟ وهل فشل خطابها الجهادي في جذب المزيد من المؤيدين؟

بعد جرائم 11 سبتمبر، تشكلت حملة عالمية لمواجهة الإرهاب وتغيرت الكثير من القوانين في الكثير من دول العالم ومن ضمنها الدول العربية والإسلامية لوقف أو تقليل التمويل الذي كان يذهب للقاعدة تحت غطاء “التبرعات” الدينية وغيرها. هول جريمة 11 سبتمبر ساهم في في زيادة الوعي لدى الشباب في العالم الإسلامي وبدأ يفرق بين الخطاب الديني العادي المعتدل والخطاب المتطرف الذي قدمه تنظيم القاعدة للناس وهذا الوعي ساهم في ابتعاد الشباب المسلم عن التنظيم وماكنته الإعلامية التي فشلت في مواكبة التطور المطرد في عالم التقنيات أو في جذب الشباب المسلم إلى خندق التطرف.

إضافة إلى مقتل أسامة بن لادن (2011) الظواهري (2022)، جرت اغتيالات لقادة التنظيم في أماكن أخرى مثل مقتل عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” (شمال أفريقيا) في مالي (2020) وهذا دفع التنظيم إلى حافة الفوضى وبداية حقيقية للانشقاقات التي حدثت يمينا وشمالا. في عام 2014، انشقت “الدولة الإسلامية” رسميا عن القاعدة واندلع القتال بينهما وعلى إثره أنهى الظواهري رسميا علاقة تنظيمه بهذا التنظيم المنشق الذي أعلن قائده وقتها، البغدادي، عدم تبعيته للقاعدة وسمى تنظيمه “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). تعرض تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” إلى ضربات ساحقة في اليمن فقد تم اغتيال قائده قاسم الريمي في عام 2020 نتيجة لهجوم طائرة مسيرة أمريكية وفي عام 2024 تلاه مصرع خلفه خالد باطرفي أيضا.

في السنوات التي تلت جريمة 11 سبتمبر، واجه تنظيم القاعدة تحديين مهمين: تغيير الخطاب الفكري وتبني مرونة سياسية برغماتية أو الالتزام بالمبادئ الجهادية المتشددة. التحدي الأول هو استمرار تنظيم القاعدة في تقديم خطابه الفكري القديم الذي تضمن ضرب مصالح الغرب في كل مكان وفي اعتبار الحكومات في العالمين العربي والإسلامي “حكومات كافرة” وهذا لم يكن كافيا لتجنيد المزيد من المتطرفين وساهم بشكل أو بآخر في عزل التنظيم عن عامة المسلمين وولد المزيد من الانشقاقات ودفع التنظيم إلى حافة الزوال. التحدي المهم الأخر الذي واجهه خطاب القاعدة الفكري هو تبني المرونة السياسية والتخلص من الإرث الجهادي المسلح والذي سيدفعه حتما إلى التحول إلى خطاب سياسي يشبه برامج الأحزاب الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي والذي سيؤدي في النتيجة إلى المزيد من الانشقاقات أو الوصول إلى حافة الزوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *