محاولات العودة
بعد تغيير النظام في سوريا ضعفت قبضة الدولة في بعض المناطق والمدن وهذا فتح الباب أمام داعش لمحاولة العودة إلى المشهد السوري وإعادة تنفيذ العمليات الإرهابية بحق المدنيين العزل بينما يجري، في الوقت ذاته، تنسيق وتعاون مستمر بين عدة أطراف محلية ودولية لردع هذا التنظيم الإرهابي وإفشال مخططاته الخبيثة.
![سوريا](https://ruwya.com/wp-content/uploads/2025/02/temp-588fa55d-7f0e-4a42-8e63-3f459f5e17a4-1024x683.webp)
علنت القوى الأمنية في شمال-شرق سوريا يوم 26 يناير / كانون الثاني من العام الحالي عن مقتل عنصر من خلايا داعش والقبض على أثنين في مدينة الحسكة. حسب بيان القوى الأمنية، تمكنت دورية أمنية من قتل داعشي واعتقال أثنين أخرين. في سياق متصل، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بيانا تضمن تنفيذ عملية أمنية في مدينة القامشلي (شمال-شرق سوريا) أدت إلى تفكيك خلية إرهابية لتنظيم داعش حيث تم إلقاء القبض على عنصرين كانا يخططان لتنفيذ عمليات إرهابية في المدينة واستهداف الأماكن العامة والأسواق والمدارس.
بيان داعش
أول رد فعل صدر عن داعش نتيجة لتغيير النظام في سوريا كان البيان الذي أصدره التنظيم يوم الخامس والعشرين من يناير / كانون الثاني عبر قناته الرسمية، البشائر نيوز، والذي يوضح موقف التنظيم من الوضع الجديد في البلاد. توعد داعش في هذا البيان، حكومة البلاد الانتقالية بالتصعيد في حال “التزامها بمواثيق وقوانين الأمم المتحدة.” ذكر بيان داعش أن الفصائل التي شاركت في عملية تغيير النظام هي “أدوات تعمل لجهات أجنبية” وهي “تخوض حرباً بالوكالة” وهي شريكة لـ “القوى الكافرة” وتسأل البيان عن جدوى الثورة على النظام السابق إذا كان التغيير سيؤدي إلى “نظام حكم دستوري” كما أعلنت الحكومة الانتقالية. هاجم البيان المذكور الثورة السورية والحكومة الانتقالية ووصفها بـ “الجاهلية” لأنها تسعى لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بتقاسم السلطات وهذا لا يتوافق، حتما، مع فكر داعش المتطرف القائم على احتكار السلطة والتفسير المشوه للدين القائم على إرهاب الناس وقمعهم. هذا البيان هو دلالة واضحة على رفض داعش للتغيير الأخير في سوريا وهذا يعني، حسب المحللين، أن داعش لن يتوقف عن تنفيذ عملياته الإرهابية سواء في سوريا أو في دول مجاورة أخرى كالعراق.
تعاون استباقي
طبقا لتصريحات المحللين الدوليين والإقليميين، سيحاول تنظيم داعش البدء بتنفيذ عمليات منفردة داخل سوريا تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم الأهلي وربما يحاول تنفيذ بعض العمليات في العراق وهذا يعتبر جزءاً جوهرياً من عقيدته القائمة على إرهاب المدنيين واستغلال حالة “ضعف الدولة” في بعض المدن. إضافة إلى الأماكن العامة، تعتبر السجون، التي تضم عناصر التنظيم، من الأهداف المرشحة لعمليات التنظيم المستقبلية كسجن غويران في الحسكة ومخيمات تضم عوائل داعش كمخيم الهول. هناك تعاون استباقي بين العراق وقسد والتحالف الدولي يهدف إلى مواجهة مخططات داعش التي تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أي إلى مرحلة ما قبل هزيمة الباغوز في 2019. ناقش العراق مع التحالف الدولي في السابع والعشرين من هذا الشهر ملف التعاون الأمني الاستباقي بالتنسيق مع قسد وأطراف فاعلة أخرى في سوريا. في اللقاء ذاته، أكد العراق تواصل التعاون مع التحالف الدولي والأطراف الأخرى بهدف إنهاء نشاطات العصابات الإرهابية والقضاء عليها كما انضمت تركيا إلى التحالف الاستباقي المذكور لأن أمن سوريا، حسب الحكومة التركية، يؤثر مباشرة على استقرار وأمن المنطقة كلها.
![](https://ruwya.com/wp-content/uploads/2025/02/temp-c98a831e-765f-4465-b418-0fbb66bc6712-1024x576.webp)