يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن مع عدد من قادة الدول العربية في قمة يعرض خلالها رؤيته للشرق الأوسط، وسيعمل على إقناع الحلفاء بدمج إسرائيل ضمن محور كبير لمواجهة إيران، كما يأمل في إقناع أكبر مصدري النفط بزيادة الإنتاج.
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن بايدن سيحدد بوضوح رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في الشرق الأوسط.
يشارك الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت (16 يوليو/تموز 2022) في اليوم الأخير من زيارته الى الشرق الأوسط في لقاء يضم قادة دول عربية ويسعى خلاله لعرض رؤيته للشرق الأوسط والتركيز على التقلبات في سوق النفط.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان إن اجتماع القمة سيمكّن بايدن من “طرح رؤيته واستراتيجيته بوضوح وبشكل موضوعي”، وهي رؤية متعلقة بالانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط، مضيفًا “إنه عازم على ضمان عدم حدوث فراغ في الشرق الأوسط” تملؤه الصين وروسيا.
وسيضم لقاء القمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
مليار دولار للأمن الغذائي
وقال مسؤول أمريكي كبير في الإدارة إن بايدن، وعلى وقع تصاعد أزمة الغذاء على وقع الحرب في أوكرانيا، سيعلن تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المدى القريب والمدى البعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع التزام دول الخليج أيضاً بتقديم ثلاثة مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الجمعة إن الرئيس الأمريكي سيجري محادثات ثنائية مع زعماء مصر والإمارات والعراق قبل المشاركة في القمة الأوسع حيث “سيحدد بوضوح” رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في الشرق الأوسط. وأضاف سوليفان “إنه (بايدن) عازم على ضمان عدم وجود فراغ في الشرق الأوسط تملأه الصين وروسيا”.
وتسعى دول الخليج، التي رفضت الوقوف في صف الغرب ضد روسيا فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بدورها إلى الحصول على تعهدات ملموسة من الولايات المتحدة حول التزامها بالعلاقات الاستراتيجية التي توترت بسبب ما ترى أنه توجه أمريكي لفك الارتباط مع المنطقة.
إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط
وكان بايدن وصل الجمعة إلى السعودية التي تعهّد سابقا بأن يجعلها دولة “منبوذة” على خلفية سجلها الحقوقي، واجتمع بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين.
وبمجرد قيامه بالزيارة، بدا أنّ بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومستوردا كبيرا للأسلحة.
وتريد واشنطن أن تُقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لاوكرانيا، وهو واقع يهدد فرص الديموقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان قلّل من التوقعات بإحراز تقدّم فوري أثناء حديثه مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة من إسرائيل إلى جدة. وقال: “لا أعتقد أنه يجب أن نتوقّع إعلانا معينا هنا (..) لأن أي إجراء إضافي يتم اتخاذه لضمان وجود طاقة كافية لحماية الاقتصاد العالمي سيتم في سياق أوبك بلاس”، الكارتل الذي يضم أيضا روسيا.
ووقّع الجانبان الأمريكي والسعودي الجمعة 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، بينها تعزيز تطبيق الجيل الخامس من الإنترنت، وفقا للإعلام الرسمي السعودي.
وفي بيان مشترك نشره الإعلام الرسمي السعودي، جدّدت الولايات المتحدة والسعودية “التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية”. واتفق الطرفان على “التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل”.