• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

قوات التحالف في العراق…ضريبة البقاء وعواقب الخروج.

سبتمبر 19, 2023 #العراق, #ايران
قوات التحالف في العراق

تأريخ النشر: 19 سبتمبر 2023 م

بتاريخ الـ 28 من اغسطس, نفذت وحدة من الجنود الفرنسيين عملية استطلاع على مسافة نحو مئة كيلومتر شمال بغداد بعملية لدعم القوات العراقية. حيثُ قامت مجموعة من الإرهابيين المتحصنين بمهاجمة القوات العراقية. ورد الجنود الفرنسيون على الفور لدعم القوات العراقية حيثُ تم الحاق خسائر فادحة بالعدو ومن ناحية أخرى أوضحت هيئة الأركان العامة للجيوش في فرنسا في بيانها أنه “خلال تبادل إطلاق النار هذا، أصيب خمسة جنود فرنسيين خلال هذه المعارك أحدهم فارق الحياة نتيجة لأصابتهِ بجروح بليغة”.


وفي السياق نفسه, أفاد مصدر أمني عراقي في كركوك، مساء الإثنين الموافق 28 من آب، بتعرض عملية مشتركة “لقوات مكافحة الإرهاب العراقية وجنود من القوات الفرنسية المتمركزة في قاعدة K1 بكركوك لكمين نصبه مجموعة تنتمي لتنظيم داعش الأرهابي في صحراء العيث بمحافظة صلاح الدين. وأضاف المصدر الأمني نفسه أن ثلاثة من أفراد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أصيبوا أيضا، مشيرا إلى أن الاشتباكات استمرت أكثر من خمس ساعات .وأوضح تقرير للأمم المتحدة نُشر في تموز أن عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات العراقية تواصل الحد من أنشطة تنظيم داعش الأرهابي الذي مازالَ يُشكل تهديداً منخفض الشدة.


ذكرت مصادر عراقية في قيادة العمليات المشتركة، خلال الأسبوعين الماضيين أنهُ تم نشر لواء مشاة إلى جانب عدة أفواج تابعة لقوات حرس الحدود ضمن المنطقة الثانية المحاذية للحدود العراقية السورية، حيثُ تمسك بها من الطرف السوري جهات مختلفة، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفصائل مسلحة موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وصرحَ جنرال عراقي رفيع في قيادة العمليات المشتركة إن قرار الدفع بقوات إضافية إلى الحدود السورية، يأتي في سياق تقارير استخبارية حذرت من التطورات التي تشهدها مناطق شمال وشمال شرقي سورية واحتمالية فرار عناصر من تنظيم داعش من سجون قسد، أو حتى استغلال الأوضاع لتسلل خلاياارهابية هناك إلى داخل العراق.

أستناداً لما تمَ ذكره, ماتزال القيادة العسكرية العراقية تشير إلى ضرورة بقاء العمل المشترك مع طيران التحالف الدولي، على الرغم من المعارضة السياسية للوجود الأجنبي في البلاد من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران داخل العراق, وفي نفس الوقت يؤكد فيه مسؤولون عسكريون في العراق على أستمرار تراجع نشاط عناصر تنظيم “داعش”، في المناطق التي كان يستغلها كمخابئ له خلال السنوات الماضية، والتي أعقبت هزيمته وتحرير جميع المدن العراقية التي احتلها في شمال البلاد وغربها من خلال القوات العراقية وبدعم مباشر من قوات التحالف الدولي.

على ألرغم من انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف في العراق، إلا أن دول التحالف احتفظت بعدد من تلك القوات وأبقت عليها هناك، بدافع تقديم التدريب والمشورة ومساندة القوات الأمنية العراقية في عمليات مكافحة بقايا تنظيم “داعش”، وكل ذلك كان قد تمَ بدعوة وموافقة الحكومة العراقية ( التي لا تزال داعمة للوجود المستمر لقوات التحالف للمساعدة في منع عودة تنظيم “داعش”، وللحفاظ على الأستقرار السياسي والاقتصادي النسبي الذي يمر به العراق.
واليوم, هنالك أطراف دولية وعلى رأسها ايران مازالت تمارس ضغوطاً سياسية كبيرة على الحكومات العراقية المتعاقبة وعلى الجهات السياسية المدعومة من نظام طهران, وذلك من أجل أخراج قوات التحالف من العراق دون الأخذ بنظر الأعتبار للمكاسب الأمنية والأقتصادية المتحققة للعراق من بقاء هذه القوات.

يد ايران تمسك العراق


اليد الطولى لإيران في العراق:


في حالة حققت ايران ووكلائها في العراق مرادهم بأخراج قوات التحالف الدولي من العراق فأن ذلك سيطلق اليد العليا لايران وميليشياتها المسلحة في تشكيل مستقبل ألعراق والذي سيكون مبني على أساس الولاء للنظام الحاكم في طهران. فبالرغم من هيمنة ايران الحالية على المشهد العراقي وسيطرتها على مفاصل الأقتصاد العراقي الذي اصبح الرئة التي توفر لها العملة الصعبة التي تحتاجها بسبب ألعقوبات المفروضة عليها, مازالت ايران تحاول زيادة مكاسبها في العراق على حساب أمن ومصالح الشعب العراقي.


وبالرغم من أستمرار عمليات التدريب المستمر للقوات العراقية من قِبَل قوات التحالف, فأن ايران ووكلائها لا يروق لهم وجود قوات أمنية عراقية مدربة ومجهزة للدفاع عن العراق في حالة تعرضه لأي أعتداء خارجي, وذلكَ لأنَ هدف ايران وحلفائها في العراق هوَ خلق فراغ أمني سيحاولون سدهُ عن طريق فصائلهم المسلحة التي تدين بالولاء المطلق الى النظام الايراني وليسَ الى ألعراق.


وللأسف, فطالما كانت ولازالت السياسة الخارجية الايرانية التي ينهجها النظام الحاكم مبنية على أساس أستخدام الدول التي تسيطر عليها ايران كساحة لمعاركها مع الغرب, فالعراقيين لايريدون أن يتم أستخدام أرضهم كساحة حرب لامن قبل ايران ولا غيرها من الدول لأن العراق مُلكٌ للعراقيين وهم من يقرر كيف يحددون مستقبل بلدهم.


وأخيرا, بالرغم من وجود قلة تعترف علناً بضرورة وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على أرض العراق، فإنه ونظرا للحساسيات السياسية، فإن الكثير من المسؤولين العراقيين يدعمون بالخفاء استمرار وجود قوات التحالف في العراق كثقل موازي للنفوذ الإيراني المتزايد، وهم أيضا قطعاً لا يريدون أن يسيطر عليهم جيرانهم الايرانيين. هذهِ الخشية من توسع الهيمنة الإيرانية قوية بين كلٌ من المكون السني والكردي، ولكنها أيضا بدأت تظهر بشكل متزايد بين المكون الشيعي في الفترة الأخيرة، والذي دعم العديد منهم الاحتجاجات الشعبية المطالبة بخروج العراق من السيطرة الإيرانية والجماعات المسلحة المتهمة بقتل المتظاهرين والصحفيين والمتورطة بقضايا فساد، وبالتالي، إفلاتها من العقاب. أن الدعم الدولي للاستخبارات العراقية وقوة نفاذ القانون وتعزيز سلطة القضاء العادل، هي أمر حاسم ومهم في منع أنزلاق العراق إلى حالة اللادولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *