حث مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وأكد من بيروت التزام التكتل ببذل الجهود في هذا الجانب، بيد أنه استدرك أن الاتحاد “لا يملك عصا سحرية”.
دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت الخميس (12 أيلول/سبتمبر 2024) إلى “تخفيف حدة التوترات العسكرية” في جنوب لبنان حيث يتواصل التصعيد منذ 11 شهرا بين اسرائيل وحزب الله، حليف إيران.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب في اليوم الثاني من زيارته لبنان إنه “ينبغي تخفيف حدة التوترات العسكرية”. وحثّ “جميع الأطراف على اتباع هذا المسار”، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يبذل “كل الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة” لكنه “لا يملك عصا سحرية”.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع فصول من التصعيد زاد المخاوف من توسع رقعة الصراع.
وقال بوريل في المؤتمر الصحافي “منذ زيارتي الأخيرة إلى لبنان في كانون الثاني/يناير، طبول الحرب لم تتوقف”، معتبرا في الوقت نفسه أنه “تم تفادي الأسوأ”. وأضاف أن “الحرب الشاملة في جنوب لبنان مع اجتياح لم تحصل… لكن الخطر لا يزال قائما”.
وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الاثنين أن “هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب” إسرائيل، .. “وخيار ثان وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب”.
ودعا بوريل الخميس إلى تنفيذ القرار 1701 الذي “ينبغي أن يمهد لتسوية شاملة، من ضمنها ترسيم الحدود البرية والسماح بعودة السكان إلى المناطق الحدودية المتضررة من أجل إعادة الإعمار”. ودعا المسؤول الأوروبي “جميع قادة لبنان إلى العمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وليس مصلحة أحد آخر”.
من جهته جدّد وزير الخارجية اللبناني “التزام لبنان بالتنفيذ الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”.
وأرسى القرار الدولي وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري “غير شرعي” عليها.
وفي اليوم الأول من زيارته لبنان الأربعاء بعد مصر، أجرى بوريل جولة في مقر اليونيفيل في الناقورة، وفق بيان للقوة الأممية. والتقى الخميس مسؤولين لبنانيين من بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري.
منذ بدء التصعيد، بين إسرائيل وحزب الله قتل 619 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله، و138 مدنيا على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى.
وفي الجانب الاسرائيلي والجولان السوري المحتل، أعلنت السلطات مقتل 24 جنديا و26 مدنيا.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.