قبل عشرة أعوام، تركت شميمة بيغم بيتها ومدرستها وبلدها في شباط/فبراير من عام 2015 وغادرت بريطانيا ألى تركيا مع رفيقاتها ومن ثم إلى سوريا للالتحاق ب “تنظيم الدولة الإسلامية المزعوم حين كانت قاصرا بعمر الخامسة عشر.
بعد وصولها إلى سوريا، تم تزويجها من ياغو ريديك، أحد أعضاء التنظيم من أصول هولندية وأنجبت منه 3 أطفال فارق جميعهم الحياة لاحقا وولد أصغر طفل لها بعد أن كانت معتقلة في مخيم الهول نتيجة لهزيمة تنظيم الدولة النهائية في الباغوز. عمليات غسيل الدماغ التي مارستها الماكنة الإعلامية للتنظيم كانت موجهة للمراهقين السذج وتحديدا القاصرين و لقاصرات دون عمر الثامنة عشر والتركيز كان على المقيمين في أوربا وأمريكا الشمالية.
...
وظف التنظيم دعايته الكاذبة لاستغلال القاصرات (مثل بيغوم) لجذب البنات والنساء وتشجيعهن على السفر إلى سوريا ليصبحن عرائس لأمراء وقادة التنظيم. عملت شميمة في كتيبة ” الحسبة” ضمن ما يسمى شرطة الآداب وكانت تحمل بندقية كلاشنكوف لتخويف وترويع النساء ومحاسبة كل من لا تلتزم بشروط اللباس النسائي “الشرعي” لداعش ويتم معاقبة المخالفات بالسجن والتعذيب بالجلد والضرب وباستخدام آلة العض. كانت شميمة أحدى النساء المسؤولات عن خياطة المتفجرات بالأحزمة الناسفة بطريقة خاصة بحيث لا يمكن نزع المتفجرات عن الحزام بدون تفجيره.
في عام 2019 استطاع الصحفي البريطاني أنتوني لويد الوصول إلى بيغم في مخيم الهول وأجراء لقاء صحفي معها حيث قالت:” إنها ليست نادمة على التحاقها بتنظيم داعش وغير منزعجة من الجرائم التي ارتكبها التنظيم الإرهابي مثل حز الرقاب والمجازر الجماعية وعندما سألها الصحفي عن سبي واغتصاب الايزيديات، قالت شميمة انه أمر طبيعي بالنسبة لها”. بعد اللقاء بيوم واحد قررت حكومة بريطانيا إسقاط الجنسية عنها ومنعها من دخول بريطانيا مرة أخرى.
اللقاءات الصحفية مع بيغوم أغاضت بعض نساء داعش الأجنبيات في مخيم الهول وتم تهديدها بالقتل إذا نطقت بأي شي ضد التنظيم وشريعته وتعاليمه. وطبقا لتلك التهديدات، تم نقلها إلى مخيم الروج في شمال-شرق الحسكة في سوريا حفاظا على سلامتها وإبعادها عن رفيقاتها الداعشيات في مخيم الهول.
حاولت شميمة عدة مرات مع عدد من المحامين وأعضاء في الحكومة البريطانية استئناف الأحكام التي صدرت ضدها ومنعها من الرجوع إلى بريطانيا. بهدف تغيير الرأي العام لصالحها، قامت شميمة بنزع النقاب ومن ثم الحجاب وبدأت ترتدي الملابس الأوربية في محاولات يائسة لكسب رأي الناس وعسى ولعل يتم الضغط على الحكومة البريطانية لإرجاع الجنسية البريطانية لها.