كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل اليمن لثالث أعلى عدد من حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي خلال شهر يناير الماضي، بعد كل من جنوب السودان وأفغانستان.

في تقرير لها، أوضحت المنظمة أن اليمن سجلت 6110 حالات إصابة، بينما تصدرت جنوب السودان القائمة بـ 10833 حالة، تليها أفغانستان بـ 6346 حالة.
...وأشارت المنظمة إلى أنه تم تسجيل حوالي 35 ألف حالة إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في 19 دولة، بما في ذلك اليمن، خلال شهر يناير، بالإضافة إلى 349 حالة وفاة.
يشهد الوضع الصحي في اليمن تدهوراً كبيراً بسبب تدمير البنية التحتية الصحية، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
تفاقم الأزمة الإنسانية
يشهد اليمن أزمة إنسانية كارثية، حيث يعاني الملايين من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وهي عوامل أساسية للوقاية من الأمراض مثل الكوليرا والإسهال المائي. وقد فاقم الصراع الدائر هذه الأزمة، حيث تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الصحية، مما أدى إلى انهيار النظام الصحي وتقليل فرص الحصول على الرعاية الطبية اللازمة. كما أدى النزوح الداخلي للسكان إلى اكتظاظ المخيمات، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
تأثير الحرب على البنية التحتية
تسببت الحرب المستمرة في اليمن في تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي. هذا التدمير أدى إلى تلوث مصادر المياه وانتشار مياه الصرف الصحي، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الكوليرا والإسهال المائي. كما أن نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات ضخ المياه يزيد من حدة المشكلة، حيث يضطر السكان إلى الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض.
تحديات الاستجابة الصحية
تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في الاستجابة للأزمة الصحية في اليمن. يشمل ذلك صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القتال، ونقص التمويل اللازم لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة العاملين الصحيين. كما أن نقص الوعي الصحي بين السكان حول طرق الوقاية من الكوليرا والإسهال المائي يمثل تحدياً إضافياً، مما يستدعي تكثيف حملات التوعية والتثقيف الصحي.
دعوة للعمل
تتطلب مكافحة الكوليرا والإسهال المائي في اليمن جهوداً دولية ومحلية منسقة. هناك حاجة ماسة لزيادة الدعم المالي للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، وتسهيل وصولها إلى المناطق المتضررة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.