استمرارا لجهودها الرامية إلى تطهير المنطقة من الإرهاب، نفذت القوات الأمنية العراقية عملية أمنية في عمق صحراء الحضر والبعاج غرب الموصل في محافظة نينوى.

استهدفت العملية الخلايا النائمة ومخابئ المجرمين ومخازن العتاد والمعدات اللوجستية والطرق التي استخدمها المجرمون للتنقل عبر الصحراء إلى محافظات أخرى أو إلى سوريا. في يوم الإبادة الجماعية، استذكرت السلطات العراقية ضحايا الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون وجددت دعوتها للمجتمع الدولي للاعتراف بالجرائم التي اُرتكبت بحق الأيزيديين باعتبارها جرائم إبادة جماعية بهدف إنصاف الضحايا وتقديم المجرمين إلى القضاء. في الخامس من هذا الشهر، أعلنت السلطات الصحية العراقية عن مطابقة فحص الحمض النووي لرفات عدد محدد من الضحايا الايزيديين وتهدف هذه الجهود المؤسساتية الكشف عن مصير أعداد أخرى من الضحايا الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
عملية في نينوى
بهدف تجفيف منابع الإرهاب، وملاحقة فلول التنظيم الإجرامي وتدمير مخابئهم وخلاياهم النائمة، ومن أجل تعزيز الأمن والاستقرار في محافظة نينوى، تم تنفيذ عملية أمنية جديدة في غرب المحافظة. في الرابع من هذا الشهر، نفذت القوات الأمنية العراقية عملية أمنية واسعة النطاق في عمق صحراء الحضر والبعاج. تُعد صحراء الحضر والبعاج من أكثر المناطق التي استغلها التنظيم المزعوم سابقاً كمعاقل لوجستية ومخابئ ومخازن للسلاح، بسبب تضاريسها الوعرة واتساع رقعتها الجغرافية وقربها من الشريط الصحراوي على الحدود العراقية-السورية. من الجدير بالذكر، أن المناطق الصحراوية المفتوحة شمال وغرب البلاد ما تزال تشهد تحركات متقطعة لعناصر التنظيم الإرهابي، مما يدفع القوات الأمنية العراقية إلى تنفيذ عمليات استباقية ومتواصلة لتأمينها ومنع عودة الخطر الإرهابي إليها.

إبادة جماعية
في ذكرى يوم الإبادة الجماعية التي اٌرتكبت بحق المكون الأيزيدي في الثالث من آب/ أغسطس على أيدي العصابات الإرهابية، جددت السلطات العراقية دعوتها للمجتمع الدولي للاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين بوصفها جرائم إبادة جماعية، مؤكدةً على ضرورة التعاون الدولي لاستعادة المختطفين منهم. وصدر البيان الحكومي يوم الثالث من آب / أغسطس الذي تناول الإبادة الجماعية التي نفذها عناصر التنظيم الإجرامي في منطقة شنگال / سنجار في محافظة نينوى. أعلنت الحكومة العراقية في البيان ذاته عن تضامنها العميق مع أسر الضحايا، مؤكدةً على “أهمية اعتراف المجتمع الدولي بتلك الانتهاكات باعتبارها جرائم إبادة جماعية وعنفاً ممنهجاً واستعباداً إنسانياً”. كما أكدت الحكومة على “مواصلة جهودها في تقديم الدعم المستمر للناجين وذويهم، والعمل على استعادة المختطفين، وضمان حصولهم على الحقوق المنصوص عليها في قانون الناجيات الإيزيديات”. وشددت الحكومة العراقية في البيان ذاته على ضرورة التعاون الدولي لاستعادة المختطفين، وتعزيز العمل المشترك مع الحكومات والمنظمات الدولية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الصحة العراقية، يوم الثلاثاء الخامس من أغسطس / آب الحالي، عن مطابقة فحص الحمض النووي لرفات 22 ضحية من الايزيديين ممن قضوا على يد التنظيم الإرهابي في محافظة نينوى. وذكرت الوزارة في بيانها الصادر في التاريخ ذاته، أنه تم التواصل مع عوائل الضحايا بهدف تسليم الجثث في قضاء شنگال / سنجار خلال الأيام المقبلة وفق مراسيم تشييع خاصة. أشارت الوزارة إلى أن المطابقات تمت بعد عمليات فنية دقيقة لاستخلاص الحمض النووي من الرفات ومقارنته مع عينات ذوي الضحايا. طالبت الوزارة من ذوي المفقودين الإيزيديين الإسراع بتقديم عينات دم علماً أن التعاون مستمر مع الفريق الوطني للمقابر الجماعية بهدف كشف مصائر المفقودين الذين غيبهم التنظيم الإرهابي خلال سيطرته على بعض مدن وبلدات شمال-غرب العراق.