جرت عادة النظام الأيراني على إستخدام كافة المعابر والمنافذ الحدودية، سواء كانت برية أو بحرية أو جوية لدعم أذرعه في المنطقة، كما فعل حين إستغل مطار بيروت الدولي لدعم ميليشيا حزب الله في لبنان ومطار دمشق الدولي لمساندة نظام بشار الأسد.

لا يختلف الأمر كثيرا في اليمن، فقد وردت الكثير من التقارير والأخبار التي تفيد بأستخدام مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة الحوثيين من قبل النظام الأيراني لدعم جماعة الحوثي ذراع إيران في اليمن.

تعرض مطار صنعاء الدولي للقصف الجوي ردا على الأعمال والأنشطة العدائية التي تنفذها ميليشيا الحوثي لصالح إيران في المنطقة، ثم فرض عليه حظرا دوليا بالتزامن مع الضربات الأمريكية التي إستهدفت معاقل الحوثيين، عاد مطار صنعاء بعدها للعمل جزئيا، لتعود معه مخاوف المواطنيين اليمنيين حول إستخدامه من قبل الحوثيون لأغراض مشبوهة. إذ كشفت مصادر يمنية رسمية وصول ستة طائرات الى مطار صنعاء هذا الأسبوع منها طائرتي شحن جوي، وسط الكثير من الغموض وعدم معرفة طبيعة المواد التي تم شحنها، أو هوية الأشخاص الوافدين وحقيقة أدوارهم على الأراضي اليمنية.

ووفقا لوثيقة رسمية يمنية كان من بين الطائرات الست، طائرتان من طراز بوينغ 727 التي تستخدم لأغراض الشحن الجوي، نقلتا موادا تزيد عن 40 طنا لكل طائرة منهما، وتقدر الحمولة الشهرية بأكثر من 1200 طنا من المواد التي لم تخضغ للتفتيش، الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف حول تلك الشحنات وطبيعتها وإمكانية إستخدامها لأغراض عسكرية. كما تفيد الوثيقة بأن خمسة من تلك الرحلات لم تدرج على قائمة الأمم المتحدة للنقل الجوي الأنساني، وهو أمر يثير الشكوك ويظهر غياب الشفافية والمصداقية ويزيد من حجم التساؤلات بشأن هذه الأنشطة الجوية.

وبدلا من أن يتم إستخدام المطار بالصورة الصحيحة، المتمثلة بتسيير الرحلات الجوية الأنسانية التي يستفيد منها اليمنيون الذين يحتاجون للعلاج خارج البلد، والرحلات التي توصل المساعدات الأنسانية وعمال وموظفو المنظمات الأغاثية الى اليمن، تستخدمه جماعة الحوثي لأغراض عسكرية لا تخدم سوى مصالح النظام الأيراني ومشروعه التوسعي في المنطقة، وتضر باليمنيين وتزيد من معاناتهم.