• الجمعة. يوليو 26th, 2024

أنشطة غير قانونية لتمويل “حزب الله” في أمريكا اللاتينية

كلمات دالّة: المقاومة الاسلامية, حزب الله اللبناني, شهداء حزب الله, اناشيد حزب الله, السيد حسن نصر الله

بحسب تقرير نشرته “جيروزاليم بوست”، نما وجود إيران في تلك المنطقة مع التحالف السياسي – كما قد يقول البعض “برومانسية” – بين الرئيس الفنزويلي آنذاك هوغو شافيز والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. وسمح هذا الارتباط السياسي لإيران بإنشاء نفوذ لها في أميركا اللاتينية وهو ما سهل انتشار خلايا “حزب الله” في جميع أنحاء القارة.

ويقول لون مارولاندا، مؤلف كتاب “الجهاد في أمريكا اللاتينية”، في التقرير: “نعتقد أن هناك وجوداً متنامياً للمقاتلين الإسلاميين والجهاديين المنتشرين في منطقة أميركا اللاتينية”، مثل إيران و”حزب الله”، معتبراً أن إيران هي الراعي الرئيسي للجهاد في جميع أنحاء العالم، بينما “حزب الله”، هو “الجهة التي تحمل اسم الجهاد في أميركا اللاتينية”.

ويُشير إلى أنّ “الجهاديين الذين ينتمون إلى (حزب الله) هم الذين نفذوا الهجوم الإرهابي على السفارة الإسرائيلية ثم في وقت لاحق على المركز اليهودي AMIA في عام 1994 في بوينس آيرس، في الأرجنتين، يقول مارولاندا. وهذان الهجومان الإرهابيان الأكثر خطورة في أميركا اللاتينية اللذان انبثقا عن التطرف الإسلامي”.

ومع ذلك، يشير مارولاندا إلى أنه “نظرًا لأن الجهاد كان يمثل في الماضي خطرًا مباشرًا لوقوع هجمات إرهابية في أميريكا اللاتينية، فإن وجوده اليوم له دلالة مختلفة”.

ويوضح أن هذه المجموعات لها هدفان رئيسيان في المنطقة:

الأول، جمع المعلومات الاستخبارية عن الأهداف السهلة التي تمتلكها إسرائيل أو الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، وهي منطقة يتبع فيها معظم الناس العقيدة الكاثوليكية.

والثاني، هو التورط في جميع الأنشطة غير المشروعة في المنطقة، مثل التهريب وتهريب المخدرات وتزوير الوثائق وغسيل الأموال. وهذه الأنشطة غير المشروعة تحدث في مناطق مثل الحدود الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وباراغواي، أو الحدود بين كولومبيا وفنزويلا بالقرب من مدينة مايكاو، أو حتى في منطقة شيتومال بين المكسيك وبليز. وتحولت هذه المناطق إلى بؤرة تتركز فيها جماعات مثل حزب الله والمنظمات الجهادية الأخرى، وتعمل على تمويل نفسها”.

يقوم “حزب الله” بعملية غسل الأموال التي تأتي من تجارة المخدرات في هذه المناطق من خلال البنوك المحظورة من قبل الولايات المتحدة وحكومات العالم الأخرى، والتي مع ذلك لا تزال تعمل في أميركا اللاتينية.

ويشير مارولاندا إلى أنه بينما تمول إيران حزب الله بشكل دائم، فإن المشاكل الاقتصادية الحالية للجمهورية الإسلامية كان لها تأثير على هذا التمويل. لذا، تعتبر أميركا اللاتينية ثاني أكبر مركز لعمليات الحزب بعد الشرق الأوسط، حيث تصل نسبة الأموال التي يجنيها من الأنشطة غير القانونية الى نحو 60٪ أو 70٪ من عملياته.

ويكشف الكاتب عن أن الجماعات الفلسطينية الموجودة في أميركا اللاتينية تتلقى أموالاً شرعية وبشكل قانوني من حكومة الولايات المتحدة عبر الأمم المتحدة، لكن، “في كثير من الأحيان، يتم إعادة توجيه تلك الأموال إلى حزب الله”.

علاوة على ذلك، كوّن “حزب الله” نظام دعم قوي في أميركا اللاتينية عبر الدعم الذي يلقاه من البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة، وأيضاً من خلال الحكومة الفنزويلية.

وفقًا لمارولاندا، يمتلك “حزب الله” مراكز تدريب والعديد من المنشآت الأخرى في فنزويلا التي لا يملكها في بقية أميركا اللاتينية.

ويقول: “إن الميل السياسي الجديد لليسار في أميركا اللاتينية يجعل العديد من الدول أن تعمد إلى تعزيز علاقاتها مع إيران، الأمر الذي من شأنه أن يخلق مناخًا سياسيًا ملائمًا لعمليات خلايا “حزب الله” في المنطقة.

في الموازاة، ينبّه مارولاندا إلى ان “حزب الله” يمكن أن يستهدف المجتمعات والمؤسسات المرتبطة بإسرائيل واليهود والولايات المتحدة، وهذه يجب أن تدرك الخطر الذي يمثله وجود الحزب في المنطقة.

ويحذر من أنه “إذا تدهورت العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في حال فشل المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، فقد يتسبب ذلك في تصعيد النشاط الإرهابي. إذ “يمكن مهاجمة هذه الأهداف لإضعاف الوجود الأميركي في أميركا اللاتينية.”

وبحسب مارولاندا، فإن الحكومتين الأميركية والإسرائيلية هما الأكثر قلقًا بشأن وجود حزب الله وأنشطته في المنطقة. ويلقي الضوء على النشاط الاستخباري الذي تقوم به إسرائيل لتتبع نشاطات “حزب الله” في المنطقة.

وإلى جانب “حزب الله”، تحاول مجموعات مثل الإخوان المسلمين ومنظمات أصغر أخرى ترسيخ وجودها في المنطقة أيضًا.

إشارة إلى أن كاتب التقرير مارولاندا هو مستشار دفاع وأمن لشركات الطاقة المتعددة الجنسيات التي لها وجود في القارة. هو عقيد متقاعد شغل عدة مناصب رفيعة في الجيش الكولومبي، ومؤسس وقائد لواء الطيران الخامس والعشرين، ومؤسس ومدير أول مدرسة العلاقات المدنية العسكرية، وقائد مجموعة سلاح الفرسان الميكانيكي ريفيز بيزارو على الحدود مع فنزويلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *