• الجمعة. ديسمبر 6th, 2024

24 يناير 2023

كلمات دالّة: التنمية البشرية, تطوير البنى التحتية, معلومات عن تمكين النساء, ادوات تمكين النساء, تمكين المرأة, تعليم القيادة للنساء, مدرسة تعليم القيادة للنساء, أثار الإرهاب, برامج محو الأمية, تعليم الحاسب الآلي

بعد تحرير المنطقة، بدأت منظمات دولية ومحلية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، في تنفيذ برامج مهمة ومنها محو الأمية وتمكين النساء كوسيلة للتخلص من أثار الإرهاب على السكان وخصوصا النساء. برامج التمكين تتحرك بخط مواز مع برامج محو الأمية وتعليم الحاسب الآلي وهي برامج تقع تحت مظلة التنمية البشرية التي تتحرك على مديات قصيرة وطويلة الأمد ضمن مرحلة السلام والبناء التي تعيشها مدن وبلدات المنطقة.

هنالك رأيان متناقضان حول تمكين نساء المنطقة وتزويدهن بالمهارات الأساسية كي يشاركن في الحراك الاجتماعي في مرحلة ما بعد التخلّص من داعش. الراي الأول يعتبر برامج التمكين ترف ومضيعة للجهود والأموال والتي يجب أن توظف من أجل تطوير البنى التحتية وتوفير الأغذية والوقود وبناء المدارس والمشافي وتعبيد الطرق في بلدات وقرى المنطقة. على العكس من الرأي السابق، هنالك رأي يحصل على تأييد من سكان المنطقة يعتبر برامج تمكين النساء من الضروريات الآنية والتي تساعد المجموعات البشرية، النساء تحديدا، على تجاوز الآثار السلبية التي تركتها فترة احتلال الارهابيين والتي إذ لم تتم معالجتها تتحول لاحقا إلى كوابيس وأمراض عضال ستؤثر لاحقا على حياة المنطقة برمتها.

في الوقت الحاضر، أكثر من منظمة تنفذ برامج التمكين في أكثر من قرية ومدينة في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا والتي تهدف إلى إعادة تأهيل ضحايا الإرهابيين والنساء خصوصا من أجل إدخالهن إلى مرحلة البناء والتقدم التي تشهدها المنطقة. هذه المنظمات تقف على أرضية مشتركة مهمة وهي التخلص من الكوابيس التي سببها عناصر التنظيم والتي تستدعي دورات تدريبية مستمرة تضع الضحايا في الاتجاه الصحيح من أجل حياة صحية بعيد عن أثار الظلاميين البغيضة.  

تهدف برامج التمكين تزويد النساء بالمهارات المهنية التي ستضمن لهن فرص عمل ودخلا ماديا لهن ولأطفالهن كما أن هذه البرامج تزود النساء المستهدفات بأساليب تسويق بضائعهن أو طرق فتح أسواق أو جمعيات تعاونية بين النساء ومدعومة من السلطات المحلية والمنظمات الخيرية بغرض حصولهن على الاستقلال الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، برامج محو الأمية وتعليم الحاسوب تتحرك بخط مواز لبرامج التمكين وتقوم بتزويدهن بمهارات ضرورية ستدخلهن إلى سوق العمل وستضمن لهن دخلا شهريا يضمن إعالتهن لعوائلهن. هذه البرامج، عموما، تندرج ضمن الخطط الدولية والمحلية التي تهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة وجعلها تمضي بخطى متسارعة تهدف إلى إعادة تأهيل البشر والبنى التحتية على حد سواء.         

خلال احتلاله العراق وسوريا، ما رس تنظيم داعش الكثير من الأفعال البشعة وارتكب الكثير من الجرائم بحق سكان المنطقة واستهدف نساء القرى والمدن في البلدين عبر آلية اضطهاد متطرفة تعكس فكر التنظيم المشوه والبعيد عن ثوابت الإسلام.  ألزم التنظيم الإناث في المناطق التي أحتلها على ارتداء ” اللباس الشرعي” والعقوبات كانت جاهزة لكل امرأة تخالف هذا الزي. كما منع الإرهابيون تنقل النساء من مكان لآخر بدون وجود رجل من العائلة (محرم) ولهذا تعرض الكثير من نساء المنطقة إلى الاحتجاز في نقاط التفتيش والنقل إلى سجون التنظيم وربما الابتزاز الجنسي والتعذيب بلا أسباب محددة.

أتبع التنظيم الفصل بين الجنسين في المدارس والمشافي والأماكن العامة وغير الكثير من التشريعات ومنها السماح بتزويج البنات في سن التاسعة إضافة إلى استخدام النساء كمحفز لجلب مقاتلين جدد للتنظيم من بقاع مختلفة من خارج المنطقة. لم تتأخر داعش في تطبيق اشد العقوبات بحق النساء ومنها الرجم في الأماكن العامة بلا حكم قانوني وبسبب تهم مزيفة كما طبقت الاعتقال الكيفي بحقهن ورمتهن في سجون سرية لفترات غير محددة وبلا أمر قضائي. بعد هزيمة التنظيم، جيوش من الأرامل والنازحات والسجينات السابقات والسبايا السابقات وجيوش من النساء اللواتي شهدن الانتهاكات اليومية التي كان يقترفها عناصر التنظيم بأمس الحاجة إلى برامج إعادة التأهيل وبرامج التمكين والتي يمكن اعتبارها خططا ناجحة للتخلص من كوابيس الإرهاب وضرورة من ضرورات المرحلة من أجل إعادة تأهيل الإنسان أولا وأخرا.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *