• الجمعة. يوليو 26th, 2024

كلمات دالّة: الة العود, أنواع آلة العود واسعارها, الة عود للبيع, اكسسوارات الة العود, آلة العود السورية, صناعة الة العود, الآلة الموسيقية

19 يناير 2023

بالرغم من وجود هذه الآلة الموسيقية في معظم دول الشرق الأوسط، تشتهر آلة العود السورية بنغماتها النقية وأصواتها الفريدة المتناسقة وتشتهر أيضا بكونها تصنع يدويا وبدقة عالية جدا حسب رأي الموسيقيين المحترفين. قبل يومين، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) آلة العود السورية ضمن قائمتها للتراث الثقافي العالمي غير المادي والذي لقي صدى واسعا بين الفنانين وصانعي العود السوريين وباقي منطقة الشرق الأوسط عموما.

وفي عودة إلى تاريخ المنطقة القريب، نتذكر أن عصابات داعش منعت التدخين وبيع الأقراص الموسيقية والآلات الموسيقية بعد سيطرتها على الرقة – شمال شرق سوريا واتخاذها عاصمة لدولة الخلافة المزيفة ووضعت تلك العصابات عقوبات شديدة لمن يخالف هذ ال “قانون”. خلال فترة سيطرة التنظيم على مدن وبلدات في شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق، حرم التنظيم الموسيقى بكل أشكالها ومنع تشغيل الموسيقى في السيارات والباصات والدكاكين والأماكن العامة ووضع عقوبات شديدة للمخالفين.

لم يأتوا بجديد بل حاولوا إشاعة ثقافة العنف والكراهية ونبذ المعرفة والفنون الجميلة ومنها الموسيقى والآلات الموسيقية وهكذا هاجم الإرهابيون محلات بيع الأقراص الموسيقية والآلات الموسيقية وأعلنوا عن عقوبة الجلد لكل مواطن يحمل آلة موسيقية في الأماكن العامة وكأنهم يحاولون إلغاء الموسيقى من ذاكرة المواطنين وإرجاع المواطنين إلى العصر الحجري. أحد فناني الرقة المعروف بكونه من أشهر عازفي العود في المدينة صرح أنه أضطر لإخفاء عوده في قبو المنزل خشية أن يتعرض عوده القديم للتحطيم وخشية أن يساق لسجون داعش لو تعرض منزله لمداهمة مفاجئة من قبل الإرهابيين.

بعد تحرير الموصل من طغيان داعش، روى فنانوا المدينة، الموسيقيون خصوصا، معاناتهم مع عناصر التنظيم. تعرض عازفوا العود في المدينة للاعتقال لأكثر من مرة أما لحملهم العود أثناء انتقالهم من مكان إلى أخر أو لعزفهم الموسيقى في بيوتهم التي تعرضت للمداهمات المفاجئة أو لوشاية من جار يتفق مع فكر الإرهابيين فيما يخص الموسيقى. وها قد هزمت داعش وبقيت الموسيقى تصدح في المناطق التي كانت محرمة فيها وبقي العود يقدم أحلى النغمات في سوريا والعراق ولنتذكر المقولة المشهورة في شرق أوربا: ابق حيث الغناء فالأشرار يكرهون الموسيقى.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *