• الجمعة. يوليو 26th, 2024

جنائن بابل المعلقة… أسرار لم تكشف بعد

فبراير 21, 2023

كلمات دالّة: بابل, ميزوبوتاميا, سميراميس, مدينة الحلة, محافظة بابل, العراق, نبوخذ نصر الثاني, هيروديس الإغريقي,  ثيدور الصقلي,

نشر في: 21 فبراير ,2023

هي من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم وحين تذكر بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا) لابد أن يتم الإشارة إليها وإلى أسرارها وقصة تشييدها بأمر من ملك وصلت شهرته إلى مشارق الأرض ومغاربها. إنها جنائن بابل المعلقة أو حدائق سميراميس والتي تقع قرب مدينة الحلة – محافظة بابل (85 كم جنوب غرب بغداد) وتعتبر أول زراعة عمودية في التاريخ البشري وحتى هذه اللحظة لم يكشف العلماء ولا المؤرخون أسرار أنظمة الري التي استخدمها العراقيون القدماء لسقي هذه الجنائن.

المصادر التاريخية تشير إلى أن الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني ( حكم في فترة 562 -605 ق.م) والذي ورد اسمه في سفر دانيال في العهد القديم (الكتاب المقدس) قد أمر رجاله ببناء هذه الحدائق العجيبة لزوجته ميديا (سميراميس حسب هيروديس الإغريقي) بعد أن أصابها الملل من طبيعة بابل السهلية المسطحة وبعد أن شعرت بالحنين الى مملكة أبيها الجبلية في الشمال.

وصفتها المدونات التاريخية بإن مساحتها بلغت 14400 مترا مربعا وكانت عبارة عن طبقات خضراء من الأشجار والنباتات المزروعة حول قصور ملكية ونظام سقي يبدأ من النهر وينتهي إلى أعلى طبقة في الجنائن لا تعرف أسراره حتى هذه اللحظة.

الرقيم المكتوب باللغة المسمارية والمعروض في المتحف البريطاني ( عمره 2500 عاما) يقدم وصفا لموقع الحدائق ومعمارية البناء وارتفاع الطبقات عن الأرض ووصفا غير كامل لأسلوب ري الأشجار من نهر الفرات. إضافة إلى ذلك، وصفها ثيدور الصقلي، المؤرخ اليوناني، في كتابه الشهير “خزانة التاريخ” بأن مدرجاتها كانت تميل للأعلى كمسرح إغريقي وتصل إلى ارتفاع 20 مترا ووصفها أيضا الجغرافي والفيلسوف اليوناني سترابو بأنها من عجائب العالم السبع ووضح طريقة رفع المياه إلى أعلى طبقة فيها بـ “أنابيب لولبية ترفع المياه إلى الحدائق، وأنها تقع على نهر الفرات مع وجود موظفين مهمتهم إدارة هذه اللوالب لرفع المياه على مدار اليوم .”  

بدأت عمليات التنقيب الأثري في محافظة بابل في عام 1899 وبعدها تم العثور على الكثير من المبان القديمة والأسوار وبوابة عشتار ولا إثر للجنائن سوى أقنية الري وأسوار قرب النهر لكنها لا تقدم دليلا قويا على الوجود المادي لهذه الحدائق حتى هذه اللحظة. ربما سيجدها منقبو الأثار يوما ويكشفون أسرارها في المستقبل وخصوصا الأسرار المتعلقة بنظام الري الذي تقدم على عصره.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *