• السبت. يوليو 27th, 2024

دراسة حديثة قد تكشف لغز كيفية بناء أهرامات الجيزة بمصر

سبتمبر 6, 2022 #أهرامات الجيزة, #مصر
أهرامات الجيزة – أرشيفية

كشفت دراسة حديثة أن المناظر المائية السابقة ومستويات الأنهار المرتفعة منذ نحو 4500 عام سهّلت عملية بناء مجمع أهرامات الجيزة في مصر.

واستخدم الباحثون، بقيادة الجغرافي هادر شيشة، من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، أدلة من علم البيئة القديمة، للمساعدة في إعادة بناء ما كان يمكن أن يبدو عليه نهر النيل في مصر خلال الـ8 آلاف عام الماضية.

وقال الباحثون إن بناة الأهرامات استفادوا من ذراع النهر “البائد الآن” لنقل مواد البناء، موضحين أن مياه الفيضان السنوية كانت تعمل كرافعة هيدروليكية، ما سمح للمصريين القدماء بنقل كتل ضخمة من الحجر إلى موقع البناء.

كان العلماء يفتقرون إلى فهم محدد لكيفية توزّع المناظر الطبيعية، وفقًا للدراسة التي نشرت في دورية “Proceedings of the National Academy of Sciences”.

وباستخدام مجموعة من التقنيات لإعادة بناء السهول الفيضية القديمة للنيل، وجد فريق البحث أن المهندسين المصريين كان بإمكانهم استخدام فرع خوفو، الذي أصبح جافًا الآن، لنقل مواد البناء إلى موقع أهرامات الجيزة.

وأوضح الباحثون أنهم قاموا بتحليل الطبقات الصخرية للنوى التي حفرت، عام 2019، من السهول الفيضية بالجيزة لتقدير مستويات المياه في فرع خوفو منذ آلاف السنين، وفحصوا حبيبات حبوب اللقاح المتحجرة من رواسب الطين في منطقة خوفو لتحديد المناطق الغنية بالنباتات والتي تدل على ارتفاع مستويات المياه.

وأظهرت بيانات فريق البحث أن منطقة خوفو ازدهرت خلال النصف الأول من عصر الدولة القديمة في مصر، أي في الفترة الممتدة بين 2700 و2200 قبل الميلاد، عند بناء الأهرامات الثلاثة على الأرجح.

وكان الفرع لا يزال يعاني من ارتفاع منسوب المياه في عهد الفراعنة خوفو، وخفرع، ومنقرع.

وأشار فريق البحث إلى أنه “من عصر الأسرة الثالثة إلى الخامسة، وفر فرع خوفو بوضوح بيئة مؤاتية لظهور وتطوير موقع بناء الأهرامات، ومساعدة البناة في التخطيط لنقل الأحجار والمواد بالقوارب”.

لكن بحلول العصر الفرعوني المتأخر، أي الفترة الممتدة من 525 إلى 332 قبل الميلاد، انخفض منسوب المياه في فرع خوفو خلال مرحلة الجفاف، وهو اكتشاف يتوافق والدراسات التي أجريت على الأكسجين في أسنان وعظام المومياوات من الفترة الزمنية نفسها، التي تعكس انخفاض استهلاك المياه، وفقًا للدراسة.

وبحلول الوقت الذي غزا فيه الإسكندر الأكبر مصر عام 332 قبل الميلاد، كان فرع خوفو مجرد قناة صغيرة.

وأظهرت بيانات فريق البحث أن المهندسين القدماء استخدموا النيل وفيضاناته السنوية، واستغلوا منطقة الهضبة المطلة على السهول الفيضية لبناء النصب التذكاري الضخم.

بعبارة أخرى، كان فرع خوفو القديم في النيل مرتفعا بالفعل بما يكفي للسماح للمهندسين القدماء بتحريك كتل ضخمة من الحجر، وبناء الأهرامات العظيمة التي نعرفها اليوم، وفقا لسي إن إن.

وقال جوزيف مانينج، المؤرخ الكلاسيكي في جامعة ييل، إن هذا البحث “الثوري” يعد مثالا على كيفية قيام علم المناخ القديم “بتغيير فهمنا للتاريخ البشري بشكل أساسي”.

وأشار مانينج إلى أن هذه التقنيات الجديدة، مثل تحليل حبوب اللقاح المستخدمة في هذه الدراسة، تسمح للعلماء بدراسة المجتمعات منذ آلاف السنين.

وأوضح مانينج: “في السابق، كان مؤرخو مصر القديمة يعتمدون بشكل أساسي على النصوص لاشتقاق فهمهم للمجتمع المصري، ولكن علم البيئة، بشكل متزايد، يسمح برؤى جديدة حول العالم القديم”.

ووفقا لمانينج: “الجزء الأكثر حداثة في البحث الجديد، أنّه يحدّد مجرىً مائيًا طبيعيًا يمكن استخدامه لنقل مواد بناء الأهرامات، في حين اعتقد بعض الباحثين سابقًا أنه لابد من وجود قناة من صنع الإنسان”، مؤكدا أنّ الاستفادة القصوى من التاريخ البيئي تتطلب تعاون العلماء والعمل مع المؤرخين، التي قد ينتج عنها احتمالات “مثيرة للغاية”.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *