• الجمعة. يوليو 26th, 2024

نساء عراقيات: لميعة عباس عمارة

مارس 20, 2023 #العراق

نشر في: 17 مارس 2023 |

في عامها الرابع عشر، نشرت أول قصائدها وتنبأ لها إيليا أبو ماضي (صديق والدها) بمستقبل واعد في الشعر وتحققت هذه النبوءة لاحقا فقد سلكت طريق الشعر حتى آخر يوم في حياتها، إنها لميعة عباس عمارة (1929-2021) بنت الرافدين التي وضعت لمستها الأنثوية في القصيدة العربية الحديثة بقصائد عبرت عن صوت المرأة ومشاعرها ومعاناتها في مجتمع سيطر عليه أعداء الحداثة، المحافظون. ولدت لميعة في عائلة امتهنت حرفة صناعة المجوهرات وتعود أصول والدها إلى مدينة العمارة (جنوب شرق بغداد) فاتخذت “عمارة” لقبا لها حينما بدأت في نشر قصائدها الأولى.

بعد أن أنهت الثانوية العامة، التحقت بكلية دار المعلمين العالية (كلية التربية لاحقا) وبدأت في نشر قصائدها الأولى التي خرجت بها عن الشعر الكلاسيكي وكرست حروفها لأسلوب “الشعر الحر” الذي لم يكن مقبولا من الجمهور ولا من الوسط الأكاديمي على حد سواء، ومع هذا فقد تحدت الكلاسيكيين واستمرت في كتابة هذا اللون الجديد من الشعر. كان دخولها للجامعة ومشاركتها في المشهد الثقافي جزءاً من النهضة النسوية في عقدي الخمسينات والستينات والتي كانت واضحة في قصائدها التي نشرت في تلك الفترة. زاملت رواد التجديد الشعري في عصرها كالسياب والبياتي (مع أسماء أخرى) ودخلت معهما في ديناميكيات الأدب العربي وتجديده وشاركت في الأحداث السياسية التي مر بها العراق والمنطقة برمتها. بعد نيلها الإجازة الجامعية، مارست التدريس حتى خروجها من العراق عام 1978 واستقرارها النهائي في سان دييغو- كاليفورنيا حيث توفت عام 2021.

يجمع النقاد على أن قصائدها تميزت بالرومانسية والجرأة الأنثوية المرهفة وأنها شيدت قصيدة الأنوثة الجديدة في الأدب العربي فأخذت مقعدها إلى جانب المجددين الذين غيروا مسار الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.  من أهم ما يميز قصائدها، حسب رأي الباحثين، هو تناولها ثنائية الجسد والروح، بلا خوف، عبر لغة شعرية موسيقية وخيال جامح وأوصاف متفردة فكانت قصيدتها تقترب من الغناء ولا تغادر الشعر الأصيل

إضافة لشجاعتها في عرض مشاعر المرأة وعواطفها الخاصة ورغباتها على الملأ بلا خوف من المحافظين و”حراس الأخلاق”، تميزت لميعة عباس عمارة بعذوبة الإلقاء الذي يسحر الجمهور ويشده إلى شعرها الذي تميز بالرقة والرقي وبعواطف جياشة تهم عشاق الشعر الحقيقي. في أكثر من مقابلة إعلامية، أكدت أنها لا تكتب شعرا عن السياسيين ولا عن الزعماء كون هذا الأمر ليس مهنتها فهي، كما تقول، تكتب شعرا يتناول هموم الإنسان وعواطفه وفرحه وحزنه وحسب المؤرخين فإنها عاصرت العهد الملكي والجمهوري في العراق ولم تكتب أي قصيدة مديح بملك أو رئيس جمهورية حتى مغادرتها البلاد عام 1978. نشرت تسعة كتب شعرية وتعتبر قصيدة “لو أنبأني العراف” من أشهر قصائدها التي ترسخت في الذاكرة الجمعية العراقية والعربية:

لو أنبأني العرّاف
أنك يوماً ستكونُ حبيبي
لم أكتُبْ غزلاً في رجلٍ
خرساء أًصلّي
لتظلَّ حبيبي
لو أنبأني العراف
أني سألامس وجه القمرٍ العالي
لم ألعب بحصى الغدران
ولم أنظم من خرز آمالي
لو أنبأني العراف
أن حبيبي
سيكونُ أميراً فوق حصانٍ من ياقوت
شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ
لم أحلُمْ أني سأموت
لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ
سيأتيني بيديهِ الشمسْ
لم تجمد رئتايَ
ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس
لو أنبأني العراف
إني سألاقيك بهذا التيه
لم أبكِ لشيءٍ في الدينا
وجمعتُ دموعي
كلُّ الدمعٍ
ليوم قد تهجرني فيه .

كلمات دالّة: لميعة عباس عمارة, القصيدة العربية الحديثة, لو أنبأني العراف, الشاعرة العراقية لميعه عباس عماره قصيدة لو أنبأني العراف, الشاعرة العراقية لميعه عباس عماره قصيدة لو أنبأني العراف, ديوان الشاعرة لميعة عباس عمارة, قصائد لميعة عباس عمارة مكتوبه, لميعة عباس عمارة شعر قديم, متى توفيت لميعة عباس عمارة, اجمل قصائد الشعر العراقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *