• الجمعة. يوليو 26th, 2024

ألمانيا وبولندا وتركيا.. حراك إماراتي لدعم وأمن استقرار العالم

مايو 27, 2022 #الإمارات

المصدر

تكتسب تلك الزيارة أهمية خاصة لأكثر من سبب، الأول، أنها تأتي في إطار أول جولة أوروبية يقوم بها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والتي زار خلالها أيضا كلا من ألمانيا وبولندا، الأمر الذي يبرز جهود الإمارات المتنامية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

السبب الثاني لأهمية تلك الزيارة يرجع لحجم وثقل وأهمية الدور الذي يقوم به البلدان على الصعيد الإقليمي والدولي.

وتبلور مباحثات الجولة ملامح السياسة الخارجية الحكيمة والرائدة والمتوازنة في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب المبادرات الملهمة والجريئة والشجاعة لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر السلام، وصاحب الجهود الرائدة لدعم الأمن والاستقرار في العالم، وصاحب البصمات البارزة والرؤى الحكيمة لدعم قضايا الأمة العربية والإسلامية.

وظهر ذلك جليا في حرص قادة ومسؤولي الدول الذين التقاهم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في جولته، بالإعراب عن تمنياتهم لدولة الإمارات الازدهار والرخاء تحت القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

مباحثات هامة
ويجري الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، زيارة إلى تركيا 27 مايو/أيار الجاري، تلبية لدعوة نظيره التركي، بحسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية التركية.

ويعقد خلال الزيارة -بحسب المصدر ذاته- مباحثات تتناول بحث التقدم المحرز مؤخرا في العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية.

وإضافة إلى سعي دولة الإمارات وتركيا لتعزيز العلاقات الثنائية بينهما، ينشط البلدان على الصعيد الدولي لبحث حلول سياسية للأزمات الدولية وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، بما يسهم في دعم وأمن استقرار المنطقة والعالم.

كما يسعى البلدان حثيثا للدفع بحل عادل للقضية الفلسطينية، ودعم قضايا الأمة العربية والإسلامية.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى دولة الإمارات 17 مايو/أيار الجاري لتقديم العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل، هي الثانية له خلال 3 شهور، بعد الزيارة التي أجراها فبراير/شباط الماضي.

زيارة أردوغان جاءت بعد 3 أشهر من الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، بعد فترة فتور شهدتها العلاقات بين البلدين.

مواجهة التحديات
وقبيل زيارته لتركيا، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، زيارتين لألمانيا ثم بولندا، التقى خلالها عددا من المسؤولين في البلدين، على رأسهم إندجي دودا رئيس بولندا.

وخلال لقائه رئيس بولندا في وارسو جرى بحث علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين دولة الإمارات وبولندا وفرص تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين وشعبيهما.

كما ناقش الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الدولية المبذولة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات بدعم ورعاية من قيادتها الرشيدة على تعزيز التعاون المشترك مع بولندا في مختلف المجالات في ظل العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين.

كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نظيره البولندي زبيجنيو راو، حيث جرى، بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الإماراتية البولندية، ودفع آفاق التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويعود بالخير على شعبيهما.

كما تناولت مباحثات الجانبين عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام، ومنها الأزمة في أوكرانيا والجهود العالمية المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: “خلال الفترة الحالية التي يواجه فيها العالم وفي مقدمتها أوروبا تحديات صعبة ومعقدة، نقدر دور بولندا الحاسم، لا سيما في مواجهة القضايا الدولية من حيث تعاونها مع الدول المجاورة في التعامل مع الأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع في أوكرانيا من خلال استقبال الملايين من اللاجئين بحفاوة وترحاب، وتوسيع شبكات الأمن الاجتماعي لتلبية احتياجاتهم”.

وأضاف: “نقدر الدور الحيوي لبولندا في تيسير إيصال المساعدات إلى أوكرانيا، ومنها الإمدادات الإغاثية القادمة من بلادي”.

وأكد: “نؤمن بضرورة تكثيف الجهود للتخفيف من حدة الأزمات، خاصة فيما يتعلق بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول للمحتاجين دون أي عوائق، كما نؤيد بولندا في الإعراب عن قلقنا إزاء ارتفاع مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي عالميا، والتي تتطلب منا بذل جهود دولية لمواجهة هذه التحديات المشتركة والذي يعد من أهم أولويات بلادي”.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: “نرحب أيضا بكافة جهود الوساطة المبذولة من جانب المجتمع الدولي لتقريب وجهات النظر وتعزيز الاستقرار والسلم في أوروبا وحول العالم، إذ تتطلع دولة الإمارات، كعضو حالي في مجلس الأمن، إلى الاستمرار في العمل مع الدول الأعضاء، من أجل حل الصراع سلميا وعبر الوسائل الدبلوماسية، بما يتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وأشاد وزير الخارجية البولندي بالجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي وصون السلم والأمن الدوليين، كما ثمن مبادراتها الإنسانية العالمية البارزة.

وقبيل زيارته لبولندا، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، زيارة لألمانيا التقى خلالها عددا من المسؤولين، من بينهم نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك.

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات.

كما بحث الجانبان الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومنها الأزمة في أوكرانيا، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي لها والعمل من أجل عدم إطالة أمد هذا النزاع.

وتطرق الجانبان إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك ومنها مستقبل أمن الطاقة والغذاء العالمي وأوضاع السوق وأهمية العمل على استقرارها.

ورحبت أنالينا بيربوك بزيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مقدمة العزاء في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما أعربت عن تمنياتها لدولة الإمارات بالازدهار والرخاء تحت القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وأشادت بالعلاقات الاستراتيجية الإماراتية الألمانية وحرص البلدين الصديقين وقيادتهما على تعزيزها وتطوير أطر التعاون المشترك في المجالات كافة.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أن دولة الإمارات بدعم ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حريصة على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين الصديقين وشعبيهما ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم.

وأشار إلى أن العلاقات الاستراتيجية الإماراتية الألمانية تزخر بفرص واعدة للنمو والتطور في عدة مجالات، كما أن البلدين الصديقين شريكان في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في برلين الدكتور روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني وزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة.

جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية الإماراتية الألمانية، ومجالات التعاون وسبل تعزيزها في مختلف الجوانب، خاصة التجارية والاستثمارية والمناخ والعمل على فتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.

وناقش الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، ومنها ملف استقرار سوق الغذاء والطاقة العالمي وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي وتسريع وتيرة التعافي من جائحة “كوفيد- 19”.

حراك متواصل
تأتي الجولة الإماراتية ضمن حراك سياسي متواصل تقوده دولة الإمارات لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، وتجسد على أرض الوقع تعاظم مكانة دولة الإمارات وتزايد الثقة الدولية بقدراتها.

وتحرص دولة الإمارات على دعم الأمن والاستقرار في العالم، وتخفيف حدة التوترات بأماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية، سواء في أوكرانيا أو فلسطين أو اليمن، أو في أي دولة تحتاج مد يد العون أو المساعدة، إلى جانب الحرص على تعزيز أواصر الأخوة ونشر قيم التسامح ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *