• السبت. يوليو 27th, 2024

شبان روس يديرون ظهورهم لجيش بوتين.. ويروون تجربتهم

يوليو 8, 2022 #أوكرانيا, #روسيا

كشف محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان، أن عددا متزايدا من الشبان الروس، يتطلعون لتجنب الخدمة العسكرية، الإلزامية في البلاد، منذ بدء الصراع مع أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.

وكالة رويترز نقلت عن بعض الشباب الذين هربوا من روسيا لتجنب المشاركة في الحرب، قولهم إنهم فعلوا ذلك لأنهم لا يوافقون على رؤية الكرملين لحربه ضد الجارة أوكرانيا.

دانيلا دافيدوف، أحد هؤلاء الشباب، قال لرويترز، إنه غادر روسيا في غضون أسابيع من إرسال موسكو قوات إلى أوكرانيا لأنه كان يخشى الاضطرار إلى القتال في حرب لا يؤيدها.

دافيدوف الذي قدمته رويترز على أنه فنان رقمي والبالغ 22 عامًا كان يعيش في سان بطرسبرغ، قبل أن يغادر البلاد عندما شعر بالقلق من أن روسيا يمكن أن تضغط على الشباب مثله للخدمة في الجيش.

الشاب الروسي دافيدوف دانيلا
دانيلا دافيدوف- 22 عاما

وبينما غادر كثير من الشباب الرافضين للحرب، البلاد، يسعى آخرون للحصول على إعفاءات أو طرق بديلة، لتجنب المشاركة في حرب لا يوافقون عليها.

شبان آخرون قالوا إنهم ببساطة تجاهلوا أوامر الاستدعاء على أمل ألا تلاحقهم السلطات، وفقًا لمقابلات رويترز مع سبعة منهم يسعون حاليًا إلى تجنب الخدمة في الجيش، بالإضافة إلى خمسة محامين وحقوقيين.

وتجنب الاستجابة للتجنيد يمكن أن يجر صاحبه لدفع غرامات طائلة أو السجن لمدة تصل إلى عامين، حيث أن  الخدمة العسكرية إلزامية في روسيا للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 عامًا. 

وقال دافيدوف إنه كان محظوظا لتمكنه من تجنب الخدمة العسكرية ومغادرة البلاد لأنه كان لديه عرض عمل في الخارج. 

وكشف أنه يريد العودة إلى الوطن يومًا ما، لكنه يعلم أن ذلك لن يكون في أي وقت قريب: “أنا أحب روسيا وأفتقدها كثيرًا”.

“خونة”

تقول موسكو إنها تجري “عملية عسكرية خاصة” وأنها تسير كما هو مخطط لها، بينما أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين” بأولئك الذين يقاتلون من أجل روسيا ووصفهم بأنهم “أبطال” ينقذون المتحدثين بالروسية من الاضطهاد ويفشلون ما يزعم أنها خطة غربية لتدمير روسيا. 

وفي مارس، وصف بوتين الروس الذين كانت أفكارهم منسجمة مع موقف الغرب أكثر من روسيا بأنهم “خونة”. 

ويراهن بوتين على جيش محترف يقول الغرب إنه تكبد خسائر كبيرة في الحرب، وإذا لم يتمكن الجيش من تجنيد عدد كافٍ من المتعاقدين، فإن الخيارات ستشمل استخدام الاحتياطيين أو المجندين الجدد.

وفي روسيا، يعد تجنب التجنيد ممارسة راسخة، بما في ذلك عبر الطرق المشروعة مثل تأجيل الخدمة بسبب الدراسة والمطالبة بالإعفاءات الطبية. 

لكن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في عدد الشباب الذين يطلبون المساعدة في كيفية القيام بذلك، وفقًا لأربعة محامين ومجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان، تقدم المشورة والمساعدة القانونية لهؤلاء الشباب. 

ووفقًا لاثنين من هؤلاء، كانت أغلب الطلبات  من أشخاص يعيشون في المدن الرئيسية لروسيا مثل موسكو وسانت بطرسبرغ.

ومن بين المجموعات التي تقدم مشورة قانونية مجانية منظمة Release والتي يديرها، دميتري لوتسينكو، وهو روسي يعيش الآن في قبرص. 

دميتري لوتسينكو روسي  مقيم في قبرص
دميتري لوتسينكو روسي مقيم في قبرص

قال لوتسينكو إن مجموعة تلغرام الخاصة بمنظمته، امتلأت بأولئك الذين يسعون للحصول على المشورة بشأن كيفية تجنب التجنيد الإجباري وقال: “لقد زادت مجموعتنا على تلغرام بأكثر من ألف شخص، مقارنة بنحو 200 قبل النزاع”.

مجموعة حقوقية أخرى تسمى Citizen، قالت إنها شهدت زيادة بعشرة أضعاف في عدد الأشخاص الذين يسألون عن تجنب الخدمة.

خوف وتجاهل

وتابعت أن عدد الطلبات فاق الـ 400 هذا العام، مقارنة بنحو 40 خلال نفس الفترة من العام الماضي. 

كثير من الناس خائفون” يقول سيرغي كريفينكو، رئيس منظمة Citizen، “إنهم لا يريدون الالتحاق بجيش يقاتل شعبا شقيقا”.

من جانبه، قال المحامي دينيس كوكشاروف، وهو رئيس جمعية بريزيفنيك، الحقوقية، إنه شهد في وقت سابق من الصراع زيادة بنسبة 50 ٪ تقريبًا في عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على المشورة بشأن تجنب الخدمة العسكرية، دون تحديد الأرقام. 

فيودور ستريلين (27 عامًا) من سان بطرسبرغ، قال إنه احتج كثيرا على الحرب في أعقاب الغزو مباشرة، قبل أن يقرر مغادرة روسيا في أواخر فبراير.

ومن العاصمة الجورجية تبليسي، حيث يتواجد الآن، قال ستريلين إنه تجنب في السابق التجنيد بعد أن حصل على إعفاء العام الماضي بسبب قصر النظر لكنه اختار مغادرة روسيا بسبب القلق بشأن التعبئة العامة. وقال “أفتقد منزلي والآن أشعر أنني فقدت مكاني في الحياة”.

كما يتجاهل بعض الشبان الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية الدعوة على أمل أن تتمكن السلطات من توظيف آخرين في أماكن أخرى، وفقًا لستة من الشبان والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين تحدثت إليهم رويترز.

وقال كيريل، البالغ من العمر 26 عامًا من جنوب روسيا والذي يعمل في مجال التكنولوجيا، إنه تلقى استدعاءًا للتجنيد الإجباري في أبريل أعقبته مكالمة هاتفية في مايو، طلبت منه الحضور لفحص طبي، لكنه لم يستجب لأنه لا يدعم الحرب.

وقال كيريل الذي طلب عدم استخدام لقبه، إن ذلك، تسبب في توتر مع بعض أفراد الأسرة والأصدقاء، الذين يدعمون الحرب، ويعتقدون أن على الجميع أداء خدمتهم.

وقال: “الناس في أوكرانيا مثل الإخوة.. أعرف الكثير منهم ولا يمكنني دعم هذه الحرب”.

وكشف أنه في يونيو، زارت الشرطة منزله عندما كان بالخارج وسألت والدته عن سبب تهربه من الخدمة العسكرية.

مؤشرات

هناك مؤشرات على أن روسيا تبحث عن المزيد من الرجال للقتال. ففي مايو الماضي، وقع بوتين قانونًا يلغي الحد الأقصى لسن 40 عامًا للأشخاص الراغبين في التجنيد في الجيش الروسي. 

وقال المشرعون في ذلك الوقت إن هذا التغيير يهدف إلى جذب الأشخاص من ذوي الخبرة والمتخصصين في مجالات مثل المعدات العسكرية المتقدمة والهندسة.

وقال رجل روسي في الثلاثينيات من عمره طلب عدم الكشف عن هويته  إنه استُدعى هاتفيا للحضور إلى مكتب عسكري بحجة توضيح بعض التفاصيل الشخصية. 

وقال إنه أثناء وجوده هناك، استجوبه رجل مجهول يرتدي ملابس عسكرية بشأن خدمته العسكرية السابقة وعرض عليه نحو 5000 دولار شهريًا إذا سجل نفسه للقتال في أوكرانيا.

 الرجل كشف أنه رفض العرض، لأنه لم يكن جنديا محترفا، ولم يطلق رصاصة واحدة منذ إنهاء خدمته ثم قال: “ما فائدة 5000 دولار للرجل إذا مات؟” .

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *