• الخميس. أكتوبر 10th, 2024

لعنة الإرهاب تطارد تنظيم القاعدة وتدفعه نحو الهاوية

يشعر المتابع لأخبار التنظيمات الإرهابية ان رياح لعنة الإرهاب والموت قد غيرت مسارها لتلاحق تنظيم القاعدة الذي لم يتورع يوما عن إرهاب عامة الناس وحصد أرواح الأبرياء العزل. ويقدر أغلب المراقبين ان التنظيم يسير من سيئ إلى أسواء وانه في طريقه إلى الزوال والاختفاء بعد الضربات التي تعرض لها مؤخرا والتي أدت إلى مصرع اغلب قيادته التاريخية في أفغانستان والصومال واليمن.

اللعنة تطارد قيادات التنظيم

ويأتي على رأس تلك الضربات القاصمة استهداف ومقتل زعيم التنظيم أيمن الظواهري في أغسطس 2022 في ضربة نفذتها الاستخبارات الامريكية بالعاصمة الأفغانية كابول. ويؤكد اغلب المراقبين ان استهداف وقتل ايمن الظواهري، أحد هم القادة التاريخين للتنظيم واهم المؤسسين بعد أسامة بن لادن، قد أفقد التنظيم الكثير من توازنه ووضعه على بداية الطريق إلى الهاوية.

كما جاء موت زعيم التنظيم خالد باطرفي في مارس 2024 ليوجه ضربة قاصمة أخرى للتنظيم خاصة في اليمن اقوى معاقل التنظيم. وقد اكد المسؤول الشرعي بالتنظيم إبراهيم القوصي في تسجيل، بُث في ذلك الحين، موت باطرفي، معلنا أن “سعد بن عاطف العولقي هو الزعيم الجديد للتنظيم في جزيرة العرب”.

المصائب لا تأتي فرادى

كما أعلن تنظيم القاعدة كذلك بعد أيام قليلة من موت باطرفي عن مقتل قيادي اخر بالتنظيم وهو مانع عبد الله بن هضبان الدهمي الشهير بـ “أبو عرفج الجوفي.” وقال مصدر مقرب من التنظيم ان أبو عرفج لقى مصرعه غرقا في سيل بوادي سر بمديرية القطن بمحافظة حضرموت.

ولم يمر وقت طويل حتى خرجت بعض الحسابات المرتبطة بتنظيم القاعدة لتعلن عن وفاة خالد زيدان نجل محمد صلاح الدين زيدان الشهير بسيف العدل. وأوضحت المصادر أن نجل سيف العدل توفي في اليمن خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان متأثراً بحروق بالغة لحقت بجسده أثناء محاولة إنقاذ ابنه من حريق نشب في بيته بأحدى قرى مديرية الوادي بمحافظة مأرب.

كما اكدت مصادر امنية وعسكرية صومالية في ابريل الحالي استهداف غارة جوية لمنزل يجتمع فيه قيادات جماعة الشباب الصومالية مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من قادة التنظيم. وقالت المصادر ان زعيم الجماعة أحمد ديري الشهير ب “أبوعبيدة” لم يصب في الهجوم الذي استهدف المنزل بالقرب من مدينة سبلالي بمحافظة شبيلي السفلي بولاية جنوب الغرب لمغادرته المنزل دقائق قبل وقوع الهجوم.

مستقبل بلا أمل

ويعتقد العديد من الخبراء والمراقبين ان عام 2011 الذي شهد مقتل زعيم التنظيم بن لادن في عملية عسكرية أمريكية شكل بداية النهاية لتنظيم القاعدة. وقد أكد تقرير لوزارة الخارجية الامريكية “تقارير البلاد حول الإرهاب” صدر في ذلك الحين على ذلك بقوله “أن خسارة بن لادن والأعضاء الكبار الآخرين يضع التنظيم في مسار انحدار سيكون من الصعب التراجع عنه.”

وقد أعترف باطرفي زعيم القاعدة في اليمن أيضا بالتراجع والانهيار في صفوف التنظيم عندما أدلى بحديث نادر لمؤسسة الملاحم في 2021 أكد فيه ان أسباب الضعف يكمن في ضعف القدرات المادية، واستمرار عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها أمريكا والتي أدت على حد قوله لمقتل 1600 من عناصر التنظيم في اليمن. واشار باطرفي في نفس الحديث إلى نجاح بعض العملاء الذين زرعتهم أجهزة الاستخبارات في تبوء العديد من المناصب القيادية داخل التنظيم، مؤكدا ان الحملة التي شنها التنظيم للقضاء على هؤلاء العملاء لم تؤدي إلا إلى ضعف الثقة في قيادة التنظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *