تعرضت ناقلة النفط “إم ڤي سونيون” اليونانية، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، لهجوم بعدة قذائف يوم الأربعاء أثناء مرورها قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطل محركها وتوقفها عن الإبحار، وأسفر عن تعرض طاقمها المتكون من 29 فردا للخطر.
وقد أعلنت جماعة الحوثي الموالية لإيران مسؤوليتها عن هذا الهجوم العدواني دون اكتراث لأرواح الطاقم أو للخطر الملاحي والبيئي الذي يعرضون المنطقة برمتها له. وقد أكدت سلسلة هجمات الحوثي العشوائية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر أن المليشيا باتت جزءا لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني ومجرد أداة لتنفيذ مآرب إيران وخدمة مشروعها التخريبي في المنطقة.
فلطالما انتهج النظام الإيراني سياسة دعم المليشيات المسلحة لزرع الاضطرابات الأمنية في مختلف أنحاء المنطقة، وها هي مليشيا الحوثي تنفذ الخطة الإيرانية بحذافيرها من خلال تهديد الملاحة والبيئة في البحر الأحمر، وإفشال مخططات السلم وزعزعة الاستقرار. وقد أثبتت عدة تقارير الدعم الإيراني الذي يتلقاه الحوثيون، حيث ترسل إيران أسلحة متطورة بشكل متزايد تشمل أجهزة تشويش للطائرات بدون طيار، وأجزاء من الصواريخ والقذائف بعيدة المدى التي تستخدمها الجماعة في هجماتها على السفن التجارية عموما وناقلات النفط بشكل خاص. فأي زيادة في قوة الحوثيين هي بالضرورة تعزيز مباشر للنفوذ الإيراني في المنطقة وتهديد بيئي.
من الواضح أن إيران جادة في تعاونها مع الحوثي وإمداده بشتى الإعانات، لكن لماذا؟ بالطبع تستفيد إيران من دوام الحرب، ليس فقط باليمن بل في سوريا ولبنان والعراق أيضا. فحالة الفوضى التي تعاني منها هذه الدول تجعل لإيران اليد العليا في المنطقة، فالنظام هو المستفيد الأول من بعض اقتصادات هذه الدول كما أنها تكسب ولاءات من وكلائها المنتشرين إقليميا لتحدث شروخا عديدة بين أتباعها في المنطقة و حكوماتهم الشرعية المعترف بها دوليا.
الجدير بالذكر ، وحسب بعض المصادر، أن السفينة كانت في طريقها إلى اليونان محملة ببراميل نفط عراقية، فكيف يدعي الحوثي أنه يساند غزة بتدميره لسفينة تستفيد منها اقتصادات دول الجوار؟ وهل غزة مستفيدة حقا من حرق وتعطيل حاملة النفط “سونيون”؟