يُقبل الناس على السكر لأسباب عدة بعضها نفسية وبعضها الآخر فيزيولوجية. نستعرض لكم بعضاً من هذه الأسباب وكيفية التعامل مع الرغبة الإدمانية بتناول السكريات.
الاعتياد
يشير الباحثون إلى أن نوعية الطعام الذي نتناوله ومتى ولماذا نأكل يمكن أن يتحول إلى أنماط سلوكية. ففي مراجعة بحثية وجد الباحثون أن ما نقبل عليه هو نتيجة السلوكيات التي تم اعتمادها بمرور الوقت لأنها تشعرنا بأنها مجزية ومرضية. والأطعمة المصنعة وخاصة التي تحتوي على سكر مضاف يمكن أن تسبب سلوكيات تتحول إلى عادة لدى الناس. وبعبارة أخرى قد نشتهي السكر لأن عقلنا وأجسامنا قد تم تدريبهما على ذلك. وقد تغير المحليات الصناعية والتي تتميز بمذاق أكثر حلاوة من السكر تفضيلات مذاق الناس بمرور الوقت، إذ يعتقد بعض الباحثين أنه عندما يعتاد الناس على المذاق الحلو المفرط للمُحليات الصناعية تزداد رغبتهم بتناول أطعمة أكثر حلاوة.
الشعور بالسعادة
يؤدي تناول الأطعمة المعالجة السكرية كالحلويات والدونات والكيك والحلوى السكرية إلى تحفيز إفراز الدوبامين (مادة كيميائية عصبية تعطي شعوراً بالسعادة) في مركز المكافأة في الدماغ. مما يجعلنا نتوق إلى تناول المزيد من هذه الأطعمة للوصول إلى مستويات أعلى من الدوبامين.
الضغط العصبي
يستجيب الجسم للتوتر عن طريق إفراز هرمونات تزيد الرغبة بتناول الطعام. وقد أظهرت مراجعة بحثية أنه عندما يشعر الناس بالتوتر والإجهاد يتم إفراز هرمون الجوع (الغريلين)، كما يتم إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول) الذي يزيد الرغبة في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات والدهون المضافة.
قلة النوم
أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يميلون إلى اشتهاء الأطعمة الحلوة أو الأطعمة النشوية وقد يكون هذا بسبب رغبتهم في زيادة مستويات طاقتهم.
الدورة الشهرية
قبل الدورة الشهرية تشعر العديد من النساء بالرغبة في تناول بعض أنواع الطعام. ففي هذه الفترة يرتفع هرمون الكورتيزول بينما ينخفض هرمون السيروتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم المزاج. وخلال فترة الدورة الشهرية يحدث أيضاً عدم انتظام لمستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الدهنية أو الحلوة أو الغنية بالكربوهيدرات.
كيفية نتعامل مع الرغبة الشديدة بتناول السكريات؟
قراءة الملصق الغذائي: في بعض الأحيان يساعد الاطلاع على المحتوى الغذائي للطعام المراد استهلاكه والموجود على ملصق العبوة كنسبة السكريات والدهون المشبعة في الحد من رغبتنا بتناول المنتج.
التدريب النفسي: في إحدى الدراسات الصغيرة التي أجريت لمدة أسبوعين على مجموعة من عشرين شخصاً توقفوا عن تناول جميع الحلويات ذات السعرات الحرارية أو الخالية من السعرات الحرارية (المحليات)، وجدت أن 86.6 بالمائة من المشاركين لم يعودوا يعانون من الرغبة الشديدة في تناول السكر. هذا ما دفع الباحثين إلى حث الأطباء بتوصية مرضاهم بالمشاركة في تحدٍّ صحي بدون مواد التحلية لمدة أسبوعين.
تناول الحلوى أحياناً: وفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي الأميركي فإن التساهل في بعض الأحيان يكون جيداً، فتناول قطعة من الحلوى أو لوح من الشوكولاتة في المناسبات لن يكون ضاراً بالصحة، وقد يكون مفيداً للصحة العقلية.
القيلولة: قد تؤدي القيلولة، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم، إلى إنعاش مستويات الطاقة أكثر من طعام يحتوي على السكر.
الحركة: أظهرت الدراسات أن المشي لمدة 15 دقيقة يمكن أن يقلل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام وخصوصاً الحلويات.
اختيار البدائل الصحية: عند الشعور بالرغبة في تناول الطعم الحلو، يمكن اختيار بدائل صحية دون أن تترافق مع زيادة كبيرة لنسبة السكر في الدم مثل الفاكهة الطازجة أو الشوكولاتة الداكنة.