• الأربعاء. يونيو 25th, 2025

خط تعز التربة: شريان الحياة بين الماضي والحاضر

يونيو 25, 2025 #اليمن, #تعز

خط تعز التربة ليس مجرد طريق يربط مدينة تعز بمدينة التربة في مديرية الشمايتين، بل يمثل شريان الحياة الرئيسي للمحافظة، خاصة بعد إغلاق معظم الطرق الرئيسية منذ اندلاع الحرب في اليمن. يمتد هذا الطريق الحيوي لمسافة تقارب 70 كيلومتراً، ويخدم أكثر من 150 ألف نسمة في الشمايتين وحدها، بالإضافة إلى آلاف المسافرين يومياً من وإلى تعز، وعدن، وبقية المحافظات الجنوبية.

مدينة تعز
صورة | openverse.org

التربة

مدينة التربة، عاصمة مديرية الشمايتين، تحمل إرثاً تاريخياً وثقافياً عريقاً. عُرفت منذ القدم بأنها منبت الأحرار والثوار، وبرز منها علماء وشخصيات بارزة مثل الشيخ عمر الطيار وأحمد بن علوان في عهد الدولة الرسولية. لعب أبناء التربة أدواراً محورية في حركات التنوير والتغيير، وشاركوا في مقاومة الاستبداد في مختلف العصور، حتى أصبحت المدينة رمزاً للعلم والثقافة والنضال الوطني.

والتحدي

رغم الأهمية الكبيرة لخط تعز التربة، إلا أن الطريق يعاني من تدهور مستمر في بنيته التحتية. تعثرت مشاريع الصيانة والتأهيل عدة مرات بسبب ضعف التمويل، والمخالفات الفنية، والصراعات الإدارية بين الجهات المنفذة. توقف العمل في بعض القطاعات بشكل كلي، ولم تتجاوز نسبة الإنجاز في مشروع التأهيل الأخير 20% حتى منتصف 2023، ما ضاعف من معاناة السكان، ورفع تكلفة النقل، وأثر سلباً على الحركة التجارية والصحية في المنطقة.

معاناة يومية للسكان والمسافرين

تدهور حالة الطريق أدى إلى صعوبات كبيرة في التنقل، خاصة مع كثرة الحفر وغياب الإسفلت، ما تسبب في أعطال متكررة للمركبات وزيادة استهلاك الوقود وارتفاع أسعار النقل. المسافرون يواجهون مشقة كبيرة، خصوصاً المرضى وكبار السن، مع ازدياد مخاطر الحوادث وصعوبة وصول البضائع والمواد الأساسية إلى المدينة.

مشاريع بديلة ومحاولات للإنقاذ

في ظل استمرار إغلاق الطرق الرئيسية، ظهرت مبادرات لشق طرق بديلة مثل طريق الصحي-كربة-سوق الربوع، التي تمر عبر وادي المقاطرة لتصل إلى التربة. رغم أهمية هذه المشاريع في تخفيف الضغط على خط تعز التربة، إلا أنها واجهت عراقيل أمنية واعتداءات من بعض الجهات المسيطرة على المنطقة، ما أبطأ وتيرة العمل وأثر على سلامة العمال والمعدات.

مستقبل الطريق: بين الأمل والقلق

رغم كل التحديات، يبقى خط تعز التربة الشريان الجنوبي الوحيد المفتوح أمام سكان تعز، ويعكس صمود المجتمع المحلي وإصراره على البقاء والحياة. المبادرات الحكومية والأهلية تتواصل لإعادة تأهيل الطريق وتحسين أوضاعه، وسط آمال كبيرة بأن يعود هذا الخط ليكون رمزاً للتواصل والتنمية، لا مجرد طريق مهمل في ذاكرة الحرب.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *