شاي هاي تي لم يعد مجرد مشروب عابر في المقاهي أو المنازل اليمنية، بل أصبح علامة فارقة في مشهد الشاي المحلي. خلال السنوات الأخيرة، شهدت الأسواق اليمنية إقبالاً متزايداً على هذا النوع من الشاي الذي يجمع بين النكهات العالمية واللمسة المحلية، ليشكل تجربة فريدة لعشاق الشاي من مختلف الأعمار. الشباب بشكل خاص وجدوا في شاي هاي تي مساحة للتجديد والتعبير عن ذوقهم العصري.

هذا الإقبال المتزايد يعكس تغيراً في الذوق العام، حيث يبحث المستهلكون عن الجودة والتنوع في النكهات. تشير تقارير السوق إلى أن سوق الشاي في الشرق الأوسط يتجه للنمو المستمر، مع توقعات بوصول حجم السوق إلى 1.9 مليون طن وقيمة 8.1 مليار دولار بحلول عام 2035، مدفوعاً بتزايد الطلب على المنتجات الجديدة مثل شاي هاي تي.
تطور صناعة الشاي
اليمن بلد عريق في زراعة الشاي والبن، ويحتل الشاي مكانة خاصة في الثقافة اليومية للمجتمع. مع تطور الذوق العام ودخول نكهات جديدة إلى السوق، أصبح شاي هاي تي جزءاً من الحياة العصرية، حيث يجمع بين الأصالة اليمنية والتجديد العالمي. المقاهي الحديثة في صنعاء وعدن وتعز بدأت تقدم شاي هاي تي بنكهات متنوعة، ما أضفى على المشهد الاجتماعي حيوية جديدة.
لا يقتصر حضور شاي هاي تي على المقاهي، بل دخل أيضاً إلى المنازل، حيث باتت العائلات اليمنية تتفنن في إعداده وتقديمه للضيوف في المناسبات الاجتماعية. هذا الانتشار السريع يعكس قدرة الشاي على التأقلم مع التغيرات الثقافية والاجتماعية، ويؤكد مكانته كعنصر أساسي في الضيافة اليمنية.
الشاي في اليمن
اقتصادياً، يحتل الشاي مكانة مهمة في اليمن. بلغ حجم واردات الشاي في اليمن 62.1 مليون دولار عام 2023، ما جعل البلاد تحتل المرتبة 31 عالمياً في استيراد الشاي. في المقابل، صدرت اليمن شاي بقيمة 12.6 مليون دولار في نفس العام، واحتلت المرتبة 41 بين الدول المصدرة. تأتي معظم واردات الشاي من كينيا، بينما تتجه الصادرات بشكل رئيسي إلى السعودية والولايات المتحدة والإمارات.
هذه الأرقام تعكس حجم التحديات والفرص في سوق الشاي اليمني. رغم الاعتماد الكبير على الاستيراد، إلا أن المنتجات المحلية مثل شاي هاي تي بدأت تفرض نفسها في الأسواق، مدعومة بزيادة الوعي بالجودة والابتكار في النكهات. هذا التوجه يعزز من فرص الاكتفاء الذاتي ويدعم الاقتصاد الوطني في ظل الظروف الراهنة.
مستقبل شاي هاي تي
ع استمرار نمو سوق الشاي في الشرق الأوسط، تشير الإحصاءات إلى أن حجم الاستهلاك السنوي للشاي في المنطقة تجاوز 1.4 مليون طن في عام 2024، بحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة (FAO). يتوقع الخبراء أن يزداد الطلب على المنتجات المبتكرة مثل شاي هاي تي بنسبة 7% سنوياً حتى عام 2030، مدفوعاً بتغير أنماط الاستهلاك وارتفاع الوعي الصحي بين الشباب. في اليمن تحديداً، ارتفع معدل استهلاك الفرد للشاي إلى نحو 2.2 كيلوجرام سنوياً، مقارنة بـ1.5 كيلوجرام قبل عشر سنوات، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء.
قطاع الشاي في اليمن يستعد لمواكبة هذا النمو عبر تطوير خطوط إنتاج جديدة، حيث ارتفع عدد المصانع المحلية المنتجة للشاي بنسبة 35% خلال السنوات الخمس الماضية. كما سجلت منصات التسويق الإلكتروني المتخصصة في بيع الشاي نمواً تجاوز 50% في حجم المبيعات السنوية منذ عام 2022، بحسب بيانات غرفة التجارة والصناعة. وتشير تقارير السوق إلى أن 42% من رواد الأعمال الجدد في قطاع الأغذية والمشروبات في اليمن يركزون على تطوير منتجات شاي مبتكرة تلبي أذواق المستهلكين الشباب.
الاهتمام بتوثيق التراث المرتبط بالشاي ونشر الوعي حول فوائده الصحية والاجتماعية يزداد يوماً بعد يوم، حيث أظهرت دراسة محلية أن 68% من المشاركين يربطون شرب الشاي بالجلسات العائلية والتواصل الاجتماعي، بينما يرى 54% منهم أن الشاي يمثل رمزاً للضيافة اليمنية الأصيلة. في الوقت نفسه، تشير الأبحاث الطبية إلى أن استهلاك الشاي بانتظام يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%، ويعزز مناعة الجسم بفضل مضادات الأكسدة الطبيعية.