الوضع المتفاقم للمخدرات في العراق وسيطرة الميليشيات ودور الحكومة في محاربته
العراق البلد الذي يتميز بتاريخه الغني وتراثه الثقافي المتنوع يواجه معضلة أنتشار المخدرات والتي تشكل تهديد لنسيجه الاجتماعي واستقراره الامني والسياسي, مما يشكل تحديًا هائلاً أمام جهود الحكومة لمكافحة هذه الأزمة المتنامية.
بعد استفحال ظاهرة تجارة المخدرات وتعاطيها في العراق بين فئة الشباب خاصة حيث تنتشر المخدرات وتباع وتوزع في المناطق الفقيرة والمحرومة في بغداد العاصمة والمحافظات الأخرى ولا توجد إحصائية رسمية منشورة لأعداد المتعاطين للمخدرات في البلاد، ولكن وحسب مسؤولين أمنيين فإنها تنتشر بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين, وثمة مساع تبذلها الكحومة العراقية بالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية للحد من هذه الظاهرة, وبينما تحول العراق من معبر للمخدرات إلى مستهلك في العقدين الأخيرين، حسب متخصصين، فإن تجارة وتعاطي المخدرات في البلاد وصلت إلى آفاق غير مسبوقة تنهش جسد المجتمع, خاصة بعد سيطرة الميليشيات المسلحة على انتاج وتهريب وتوزيع المخدرات في العراق.
أحد الجوانب المثيرة للقلق في تجارة المخدرات في العراق هو سيطرة الميليشيات، التي أقامت شبكات ونقاط تحكم في جميع أنحاء البلاد, خاصة سيطرتها على المنافذ الحدودية مع ايران وسوريا, وتعمل هذه الميليشيات خارج الأطر القانونية، حيث استغلت الفراغ الامني في بعض المناطق بعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي.
من جانب آخر تقوم الحكومة العراقية بدور حيوي لمواجهة تأثير الميليشيات وكبح تجارة المخدرات من خلال تدابير مراقبة الحدود ودعم القوات الامنية وتزويدها بالموارد اللازمة لمكافحة الجرائم المتعلقة بالمخدرات. وكذالك قامت الحكومة بالتعاون مع العديد من المنظمات المحلية والدولية من خلال تفعيل آلية للحد من انتشار المخدرات بين الشباب, عن طريق حملات التوعية وبرامج التعليم لتعزيز الشعور بالمسؤولية واليقظة, وكذالك استحداث مراكز للعلاج من الادمان في انحاء البلاد.