تعتبر المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، خاصة أن تجارتها توسعت بشكل خطير في الفترة الأخيرة، وتحول العراق إلى ممر لهذه المواد من إيران إلى عدد من الدول العربية. وفي وقت سابق، كشفت وزارة الداخلية العراقية، ولأول مرة، عن دخول المخدرات إلى البلاد من إيران وسوريا وعبر شبكات مترابطة.
تهريب المخدرات إلى العراق: مسارات ومعابر الدخول
ويدخل الكريستال والحشيش إلى العراق عبر محافظتي ميسان والبصرة (جنوبي العراق) من إيران، فيما تدخل حبوب الكبتاغون والمؤثرات العقلية عبر سوريا باتجاه محافظة الأنبار. ومن أهم المعابر المسؤولة عن تدفق المخدرات إلى العراق، معبر السكك الغير الشرعي الواقع جنوب معبر البوكمال شرق دير الزور، بين الحدود العراقية السورية، والذي تسيطر عليه ميليشيات عراقية موالية لإيران. وفي الآونة الأخيرة، أصبح استخدام الطائرات المسيرة من أهم طرق تهريب المخدرات إلى العراق. قال مصدر أمني عراقي، إن هناك خط تهريب دولي خارج المنافذ الحدودية، يتم من خلاله تهريب المخدرات باستخدام الطائرات المسيرة. من جانبه، قال مصدر أمني آخر، إن هناك الكثير من المهربين المنتمين إلى أحزاب وميليشيات، مؤكدا أن انتشار الميليشيات يعد من أكبر التحديات التي تواجه المنظومة الأمنية العراقية في مكافحة المخدرات.
تأثير انتشار المخدرات في المجتمع العراقي: أسباب وتحديات
أصبح انتشار المخدرات داخل المجتمع العراقي أكثر خطورة من أي وقت مضى، ولأسباب عديدة، انتشار الفساد على نطاق واسع، والظروف المأساوية التي تعاني منها البلاد، والمتمثلة في الفقر والبطالة، والتي أتاحت الفرصة للعديد من الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران للسيطرة على معظم المنافذ الحدودية التي تجري من خلالها عمليات تهريب المخدرات ويستمر تدفقها إلى الشباب العراقي. وتشير المصادر إلى أن التهريب الذي يتم ضبطه على الحدود أقل بكثير من الكميات التي تنجح في دخول العراق، عبر حدود محافظتي الأنبار ونينوى مع سوريا، إضافة إلى الحدود مع إيران، وهناك تورط واضح لفصائل مسلحة عراقية. وتشير التقارير إلى أن أكثر المخدرات انتشارا في العراق هي حبوب الكريستال والكبتاغون، والتي تعتبر الأراضي السورية المجاورة مصدرا رئيسيا لها، تليها أنواع أخرى أبرزها الحشيش والهيروين.