نفذت جماعة الحوثي المقربة من إيران إنقلابها العسكري ودخلت العديد من المحافظات اليمنية بعد ما أسمته بـ “ثورة 21 سبتمبر” عام 2014، ليزيد بذلك عدد الدول العربية التي تسيطر عليها جماعات مؤيدة لنظام إيران.

حيث إدعت الجماعة بأنها مناصرة لشعب اليمن وبأنها جزء لا يتجزأ من المكون اليمني، وبداعي “إسقاط الجرعة” الزيادة السعرية للمشتقات النفطية وتحقيق مطالب الشعب اليمني الهادف إلى تغيير النظام وتحسين أوضاع المواطن اليمني بشكل عام، كان هدف الحوثيون الحقيقي هو تسلم مقاليد السلطة في اليمن، وهو ماحدث بالفعل بعد ركوبهم لموجة التظاهرات وإستغلالهم للسخط الشعبي إضافة الى الدعم الخارجي الذي يتلقونه من إيران ووكلائها، وما إن إستولوا على الحكم حتى تغير كل شيء بصورة سلبية وأنقلبت الأمور رأسا على عقب، وأصبح معظم الأفراد الحوثيين قادة في أهم مناصب الدولة وبدأ عصر مآسي لم يعرف اليمن لها مثيل من قبل.
ولكي نسلط الضوء على الفوارق الكبيرة بين أبناء الشعب اليمني وقادة ومقدمي جماعة الحوثي نأخذ أحد هؤلاء القادة كمثال. محمد عبد السلام أحد قادة الميليشيا البارزين والذي يشغل منصب الناطق بإسم “الثورة” ورئيس الوفد الحوثي المفاوض، ظهر في بعض وسائل الإعلام وهو يستعرض عدة أنواع من الساعات اليدوية من ماركة (رولكس) باهظة الثمن التي تبلغ أسعارها آلاف وأحيانا مئات آلاف الدولارت حسب جودتها، في الوقت الذي يواجه فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، حيث يعيش اكثر من 80% تحت خط الفقر كما تتفشى الأمراض وتنتشر البطالة والفساد والمجاعة بين أفراد الشعب.
ساعات محمد عبد السلام التي أثارت الجدل وإستفزت اليمنيين البسطاء الذين نهبت جماعة الحوثي أموال وموارد بلدهم الطبيعية ومازالت تنهب حتى أموالهم الخاصة تحت مسميات المجهود الحربي والزكاة والخمس ويوم المولد النبوي والقائمة تطول، فيما تصرف تلك الأموال على قادة الميليشيا الذين يعيشون حياة البذخ والرفاهية، حيث يسكنون القصور ويقودون السيارات الفارهة ويقتنون كل ما غلى ثمنه كساعات الرولكس، على حساب الكادحين اليمنيين.
إنقسم الناس بشأن ما نشرعن القيادي الحوثي محمد عبد السلام بين مدافع يرى أن الساعات التي أثارت الجدل ليست أصلية بل تقليد وثمنها منخفض جدا، ومستنكر يرى أن عبدالسلام لص وفاسد، حتى إنهم لقبوه بـ “أبو رولكس” على منصات التواصل بسبب النعيم الذي يعيشه هو وأصحابه الفاسدين في جماعة الحوثي. إلا أننا نراه مذنبا في الحالتين، سواء كانت تلك الساعات حقيقية وغالية الثمن أم كانت مغشوشة ولا تعدوا كونها تقليدا لماركة رولكس الشهيرة. فإن كانت الساعات أصلية فهو مذنب وفاسد يعيش في نعيم ورفاهية بينما يرى أبناء شعبه يتضورون جوعا، وإن كانت مغشوشة فالمصيبة أكبر، إذ كيف يتعامل السياسي “المصلح” الذي وهب نفسه وحياته كبيقة رفاقه في الجماعة الإنقلابية لـ “خدمة اليمنيين” بالغش والخداع ويُكذِّبُ ويُناقِضُ نفسه وأصحابه قادة “مسيرة التغيير والإصلاح” الذين زعموا أنهم ثاروا من أجل اليمن ووهبوا الغالي والنفيس لتحقيق أهداف ومطالب الشعب.
ارسل رقم الحواله بسمي
لدي جازه ماليه اين هيا