• الخميس. نوفمبر 21st, 2024

داعش والنساء (الجزء الأول)

يونيو 21, 2024 #الدولة الاسلامية
5
1

معاناة النساء في المناطق التي احتلها داعش كبيرة وقد تم توثيقها من قبل منظمات حقوقية وإنسانية إضافة للوثائق التي جمعتها السلطات المحلية في شمال-غرب العراق وشمال-شرق سوريا. قصص هذه المعاناة تم نشرها في الإعلام العربي والأجنبي وتضمنت الأساليب التي اتبعها عناصر التنظيم مع النساء.
التقت منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2016 بـ 21 امرأة عربية مسلمة سنية من الحويجة و15 امرأة أزيدية وشهاداتهن بينت جزءاً من معاناة النساء مع التنظيم. الأيزيديات أمضين عاما أو أكثر سبايا لدى عناصر التنظيم وتم تحويلهن قسرا إلى الإسلام وتم استخدامهن في الرق الجنسي وبيعهن وشرائهن في أسواق النخاسة وتنقلن بين أكثر من أربعة عناصر من التنظيم.

جميع النساء والفتيات اللواتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش قدمن شهادات بأنهن “قد تم إجبارهن على ارتداء النقاب الذي يغطي الجسد كله، والوجه والرأس، مع غشاء على عيونهن وقفازات وجوارب، كلما خرجن من بيوتهن. جميع الملابس يجب أن تكون سوداء دون أي زينة. قال بعضهن إنهن بسبب الغشاء على الأعين لم يتمكنّ من رؤية طريقهن، وفي بعض الأحيان تعثرن وسقطن على الأرض.” في الشهادات ذاتها، النساء صرحن بأنهن كن يخشين التعرض للضرب في حال عدم الامتثال. غالبا، كان الأقارب الذكور يعاقَبون عند مخالفة قواعد الملبس بـ 30 جلدة أو غرامة 50 إلى 100 ألف دينار عراقيا (45 إلى 90 دولارا أمريكيا) أو بالعقوبتين معا.

نساء التنظيم الأجنبيات اللواتي كن ضمن “جهاز الحسبة” (شرطة الآداب التابعة للتنظيم) والمسؤول عن مراقبة لباس النساء ومعاقبة المخالفات قد شاركن في أساليب القمع التي أتبعها التنظيم ضد النساء. من العقوبات التي تم تنفيذها هي وخز النساء بعصي معدنية أو صفعهن أو عضهن وفي شهادة لامرأة عن بعض العقوبات: “قامت عناصر نسائية من الحسبة بإلقاء مياه المجاري على جاراتها لأنهن كن يجلسن أمام بيوتهن دون تغطية وجوههن”. وفي شهادات أخرى لنساء عشن في مناطق كانت تحت سيطرة داعش تضمنت أن النساء لم يكن مسموحا لهن التنقل خارج البيت بغير محرم (ولي أمر ذكر) حتى في الزيارات العائلية القريبة من البيت. حسب شهادتين لامرأتين هربتا من الموصل خلال فترة داعش: هنالك عقوبات تخص الملبس أو الخروج بلا محرم وأن نساء الحسبة قد قطعن أصابع نساء بأداة معدنية بسبب مخالفات صغيرة.

على صعيد أخر، السياسات التي مارسها التنظيم ضد أطباء وممرضي المشافي، دفعت معظمهم إلى الهروب من مناطقهم وسبب هذا نقصا في الكادر الصحي في مناطق سيطرة داعش والذي أثر سلبا على الرعاية الصحية المقدمة للنساء وأطفالهن. مارست داعش سياسة تمييزية كمنع الأطباء الذكور من فحص النساء المريضات والذي منع النساء من الذهاب إلى المشافي أو فرض قواعد شديدة الغرابة على إجراء العمليات الطبية الصغرى والكبرى ونقص الأدوية المستمر والذي ساهم في تردي الوضع الصحي عموما وحالة النساء الصحية على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *