التقى الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأربعاء، قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الشورى، لبحث تطورات الأوضاع المحلية ودور القوى الوطنية في تعزيز الاستجابة للمتغيرات الإقليمية والدولية.

رحب الرئيس بممثلي التكتل في هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن مشاورات موسعة مع مختلف القوى اليمنية الفاعلة. وقبل بدء النقاشات، دعا الرئيس الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، بمناسبة ذكرى تحرير مدينة المكلا من التنظيمات الإرهابية قبل تسع سنوات، حيث انتصر أبناء حضرموت بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، دفاعًا عن قيم التسامح والتعايش واستعادة دور حضرموت في المعادلة الوطنية.

وأشاد الرئيس بدور التكتل في الدفاع عن النظام الجمهوري ومواجهة المشروع الإيراني التوسعي في اليمن والمنطقة، مؤكدًا أن الأحزاب والمكونات السياسية شركاء في التخطيط وصنع القرار وفق الدستور والمرجعيات الانتقالية، وليست مجرد حلفاء.

واستعرض الرئيس أمام قيادات التكتل التطورات المحلية والنجاحات والتحديات والفرص المتاحة لتحقيق النصر والمستقبل المنشود للشعب اليمني. كما جدد شكره لتحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية والإمارات، على دعمهم المستمر في مواجهة التحديات ومساندة الدولة للوفاء بالتزاماتها.

تاريخ مجلس القيادة الرئاسي في اليمن

تأسس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن في أبريل 2022، عندما نقل الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي صلاحياته إلى هذا المجلس الذي يتكون من ثمانية أعضاء. يرأس المجلس رشاد محمد العليمي، وهو شخصية سياسية بارزة في اليمن شغل سابقاً منصب وزير الداخلية ومستشار للرئيس. يمثل المجلس محاولة لتوحيد مختلف القوى السياسية في البلاد تحت قيادة جماعية، وهو ما يعكس تطوراً مهماً في المشهد السياسي اليمني.

يعد مجلس القيادة الرئاسي تجربة فريدة في تاريخ اليمن السياسي الحديث، حيث يمثل نموذجاً للقيادة الجماعية بدلاً من القيادة الفردية التي كانت سائدة في السابق. يضم المجلس ممثلين عن مختلف المناطق والقوى السياسية في اليمن، مما يعكس رغبة في تحقيق تمثيل أوسع للشعب اليمني في السلطة التنفيذية. كما أنه يمثل محاولة لإعادة هيكلة السلطة السياسية بطريقة تستجيب للتحديات المعاصرة التي تواجه البلاد.

يواجه مجلس القيادة الرئاسي تحديات كبيرة في إدارة شؤون الدولة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. من أبرز المهام التي تقع على عاتقه إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين وإنعاش الاقتصاد المتدهور. كما يسعى المجلس للحصول على اعتراف دولي واسع ودعم إقليمي لتعزيز شرعيته وقدرته على تنفيذ مهامه.

على الصعيد الدبلوماسي، عمل مجلس القيادة الرئاسي على تعزيز العلاقات مع دول الجوار والمجتمع الدولي، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي. كما سعى المجلس إلى المشاركة في المحادثات والمبادرات الدولية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في اليمن. يعتبر الدعم الذي يتلقاه المجلس من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ذا أهمية كبيرة لاستمرار عمله وتعزيز نفوذه في المشهد السياسي اليمني.

المصدر