
نفذت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران العديد من الهجمات في البحر الأحمر والمياه الإقليمية منذ أواخر العام 2023، الهجمات كانت تستهدف السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي أزم الأوضاع الأمنية في المنطقة بشكل كبير وأضر بالإقتصاد العالمي بشكل عام واليمني بشكل خاص، وبالرغم من أن منفذي تلك الهجمات هم يمنيون متمثلين بـ (عناصر جماعة الحوثي) إلا أن الكثيرون يرونها على أنها هجمات إيرانية يقف وراءها الحرس الثوري. إيران أسست لوجودها في عدة عواصم عربية وعملت جاهدة على ترسيخ فكر الثورة الإيرانية وآيديلوجيتها بما يخدم مصالحها وبرنامجها التوسعي في المنطقة العربية.
مجلس الرئاسة اليمني وجميع القوى والأحزاب السياسية كانت ومازالت منذ سنوات توجه الرسائل والدعوات لميليشيا الحوثي، وتدعوها لإلقاء السلاح والجلوس على طاولة المفاوضات وبذل ما في الوسع للخروج باليمن من المجاعة والأمراض وإنعدام الأمن إلى بر الأمان وإنهاء أسوأ معاناة إنسانية واجهها اليمنيون في العصر الحديث، فإذا إتحدت الأطراف السياسية اليمنية وإتفقت بأن تعمل سوية على الخروج بحل سلمي من أجل البلاد فحتما ستقبل اليمن على عصر جديد يكون فيه المواطن اليمني هو صاحب الأولوية في كل شئ.
خوض الحوثيون حربا بالوكالة نيابة عن نظام طهران، لم يعد على اليمن بأي نفع، بل على العكس من ذلك، جميع العمليات والصواريخ التي إنطلقت من مناطق سيطرة الحوثي في اليمن كمحافظة الحديدة جوبهت بردود عسكرية وسياسية دولية وضعت اليمن في مرمى النيران وأحرجته أمام الدول العربية والمجتمع الدولي. ألم يحن الوقت لكي يعرف الحوثيون بأن إيران ليست حليفا يمكن الإعتماد عليه كما أنها لا تريد الخير لليمن؟ وأنها ستتخلى عنهم في إي لحظة كما فعلت مع نظام بشار وميليشياته في سوريا؟ إذا فالحل الوحيد هو الحوار من أجل مصلحة الوطن والمواطنين.