• الجمعة. يوليو 26th, 2024

الفراهيدي… أبو المعاجم ومعلم الشعراء

مارس 3, 2023 #العراق

كلمات دالّة: الخليل بن أحمد الفراهيدي, متى توفي الخليل بن احمد الفراهيدي, مدرسة البصرة النحوية, كتاب العين, أبي المعاجم, الفراهيدي, علامات التشكيل, كتاب العروض, الشعراء العرب, الشعر

نشر في: 03 مارس 2023 

هو الخليل بن أحمد الفراهيدي (718-786 م) الذي قدم للغة العربية الكثير من الإنجازات ومازال علماء الألسنيات يقتفون أثره إلى اليوم. من كبار النحويين في مدرسة البصرة ومن أشهر الزهاد في عصره حيث قضى عمره في بيت بسيط من القصب على أطراف البصرة وعرف بملابسه الرثة البسيطة وعلمه الزاخر في اللغة العربية حتى سمي بـ “إمام النحاة العرب.”

من إنجازاته الريادية هو تأليفه كتاب العين الذي يصنف بأنه أول معجم في تاريخ اللغة العربية وسماه الفراهيدي بـ “العين” كون هذا الحرف يميز اللغة العربية عن باقي اللغات ومازال هذا الكتاب مرجعا للعرب والعجم في الكلمات وأصولها وتحولاتها وهذا الكتاب أهل الفراهيدي للقب “أبي المعاجم” بامتياز كونه كان الأول في الجهود المعجمية في عالم العربية. إضافة إلى ذلك، يعتبر الباحثون والنقاد هذا الكتاب هو أول محاولة لحفظ كلمات اللغة العربية من الاندثار والمصدر الأول للألفاظ العربية منذ زمن الجاهلية وحتى القرن الثامن الميلادي وهو الذي حافظ، بكل جدارة، على المفردة العربية حتى هذا اليوم. كما يعتبر الفراهيدي أول من قدم علامات التشكيل في النص العربي والذي سهل قراءة النصوص العربية لغير العرب وخصوصا الذين حاولوا تعلم الفقه الإسلامي وقراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة مشابهة لقراءة العرب.

من إنجازات الفراهيدي الفريدة من نوعها هو تأليفه لكتاب العروض والذي أسس بحور الشعر العربي وتوجته كمعلم للشعراء العرب ولكل من يحاول استيعاب الإيقاعات في القصيدة العربية عبر مراحل تطورها منذ زمن “المعلقات” وحتى زمن “الشعر الحديث.”  عبر جهود عظيمة استمرت لسنوات طويلة، راجع الفراهيدي الإيقاعات الموسيقية في القصيدة العربية منذ زمن الجاهلية (300 عاما قبل الإسلام) إلى أن توصل إلى القواسم الإيقاعية المشتركة في الشعر والتي أهلته إلى وضع الوحدة القياسية في القصيدة (متفاعلن) وإلى تأسيس بحور الشعر العربي التي أصبحت لاحقا الميزان الذي تضبط على أساسه القصائد والدليل العام لفن الشعر عند العرب والذي أثر لاحقا على فن الشعر في لغات أخرى كالفارسية والتركية والأوردية والكردية.

قبل عدة سنوات، أحتفى المثقفون في البصرة بإنجازات الفراهيدي وسمّوا شارع الثقافة باسمه حيث توجد دكاكين وأكشاك لبيع الكتب والصحف ومقاه للشاي العراقي المعطر بالهيل وحيث يعرض الفنانون لوحاتهم ويلتقي عشاق الكتب في هذا الشارع يوميا لكنه يشهد ازدحاما استثنائيا يوم الجمعة حتى أن اسم الشارع صار، في فترة قصيرة، من العناوين المهمة لمن يزور البصرة بغرض التبضع أو السياحة أو التعرف على تاريخها الطاعن في القدم. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *